انقضاء سنة أقام احتفالا تأبينيا إكراما لها اشترك فيه أصدقاؤه وألقيت فيه القصائد والكلمات المناسبة فجمع ما قيل في هذه الذكرى في كتاب ونشره بالطبع.
ثم تزوج بفتاة شرقية كانت في خدمته منذ حياة زوجته معاني وقد أوصت به خيرا ورزق منها بأولاد عديدين.
اشتهرت رحلات ديللافاليه في أوروبا وزاد من شهرتها حبه للفتاة البغدادية وموتها الأليم وهما في قمة السعادة وحمله لجثمانها طيلة أعوام عديدة ؛ فأعادت إلى الأذهان قصة ملكة كاستيليا «جيوفانا» jeanne la Folle الملقبة بالمعتوهة التي كانت تحمل معها دائما جثة زوجها الحبيب «فيليب الجميل» Philippe le Beau ولهذا ترجمت رحلته إلى لغات عديدة وزينت بعضها بالصور وطبعت أكثر من مرة.
وقد قال الشاعر الألماني الشهير «غوته» : «إن قراءة رحلة ديللافاليه كشفت له عن الشرق».
أصبح قصر ديللافاليه في روما بعد عودته متحفا يقصده الكثيرون للنظر إلى المؤمياء الفرعونية والآثار التي جلبها معه والأزياء المتعددة التي حملها من البلاد التي كان بها والمخطوطات الشرقية.
توفي السائح في روما في ٢١ نيسان ١٦٥٢ فدفن إلى جانب الست معاني جويريدة البغدادية ، وكان قبره لفترة طويلة بعد موته قبلة الزوار والمعجبين ، كما ورد في حوليات الكنيسة وما لم يرد في الدفتر أنه أصبح قبلة العشاق! وقد تحرينا عن قبره عند زيارتنا روما قبل سنوات فلم نجد له أثرا لكن الجناح الخاص بالضريح لا يزال يعرف باسم أسرته كما وجدنا في العاصمة الإيطالية شارعا يحمل اسمه ...
إننا نقرأ في سطور الرحلة إعجابا وحبّا للعرب عامة وللبدو منهم بنوع خاص ، فقد لا حظ الرحالة حبهم للحرية وعدم استكانتهم لسيادة الغرباء فكرر ذلك أكثر من مرة خلال رحلته خاصة في ذكره لعرب الأحواز وأمرائهم المستقلين الذين كثيرا ما حاولت السلطات الفارسية منذ ذلك العهد السيطرة