عليهم والتدخل في شؤونهم وقال ذلك أيضا في مجرى كلامه عن البصرة.
في رأينا أن أهمية الرحلة تأتي بالدرجة الأولى من كونها سجلّا تاريخيا لفترة من أشد الفترات حرجا في تاريخ العراق فقد كانت تتنافس للسيطرة عليه وإخضاعه قوتان كبريان هما الدولة الفارسية والدولة العثمانية وقد أدت لعبة «تبادل المواقع» هذه إلى إنهاك المجتمع العراقي وتفتيت روح المقاومة والتصدي لديه حيث انتقل الصراع بين القوتين المذكورتين إلى أرضه ورزىء هو وحده بالمصائب والويلات من جراء الصراع المذكور.
فلو نظرنا إلى الرحلة من هذه الزاوية لاستطعنا أن نجد للكاتب العذر عما ورد في رسائله من ملاحظات وآراء تبدو متجنية وظالمة في بعض الأحيان فهو حينما يتحدث عن أهل المدن والمزارعين يصفهم بالكسل والجهل والتخلف ، ورغم مدحه للبدو فإنه يعود أحيانا ويصفهم بقطّاع الطرق. وقد تكون هذه الصفات هي السائدة في مجتمع يمزقه الاحتلال الأجنبي وتنهكه أوضاع اجتماعية خاصة. لكنه في كل ذلك لم يتعمد النيل من العرب والإساءة إليهم. فلا يترتب على ملاحظاته العابرة ما يترتب على آراء بعض المؤرخين الذين يكتبون وغايتهم الإساءة إلى العرب وتشويه تاريخهم.
مؤلفات ديللافاليه
اهتم ديللافاليه في مطلع شبابه بالتمثيل والموسيقى ، فوضع سنة ١٦١١ تمثيلية عن الأمانة في الحب ، لحنها أحد الموسيقيين المعاصرين بأربعة أصوات.
أما بعد الرحلة فله :
ـ الحفلة التأبينية للست معاني ، روما ١٦٢٧.
ـ معلومات عن بلاد جورجيا ، روما ١٦٢٧.
ـ أحوال الشاه عباس الفارسي ، البندقية ١٦٢٨.
ـ بحث في الشعر ، روما ١٦٣٤.