«أكاثياس» في كلامه عن «خسرو» الذي سقط مريضا بعد انكساره في موقعة جرت بالقرب من هناك فيقول إنهم حملوه وهو يعاني سكرات الموت إلى سلوقية وطيسفون لقد خلط بين المدينتين فاعتبرهما مدينة واحدة.
إن «سفر الشهداء الروماني» ـ المذكور آنفا ـ يورد حتى الآن بتاريخ ٢١ نيسان من كل سنة ذكر أحد القديسين هو مار شمعون (١) ، الذي كان أسقف المدينتين سلوقية وطيسفون وهذا يؤيد قولي لذكره اسم المدينتين سوية.
إن العرب بقولهم «المدائن» يشيرون بالأحرى إلى «طيسفون» لأن هذه المدينة توسعت حتى طغت على سابقتها أي «سلوقية» هكذا فهمت من كتاب جغرافي مهم لكاتب معروف (٢).
بالرغم من أن هاتين المدينتين كانتا تؤلفان جسما واحدا ، فإن «سلوقية» تنسب من حيث الموقع إلى ما بين النهرين أي إلى الضفة اليمنى أكثر غربا من دجلة ، بينما كانت طيسفون على الضفة اليسرى نحو الشرق حيث يقوم «إيوان كسرى».
جمعت هذه المعلومات وقابلتها موقعيا ورجعت إلى المصادر المتوفرة في مؤلفات المسلمين المعاصرين في هذا البلد ، ومما سبق لي أن طالعته وسأعود إلى مقابلته بالكتب الموجودة لدينا لأعطي فكرة واضحة عن كل ذلك لأن الذاكرة لا تسعفني الآن بكل شيء.
__________________
(١) هو الجاثليق بطريرك كنيسة المشرق مار شمعون برصباعي الذي استشهد سنة ٣٤١ م ضحية اضطهاد الفرس المجوس. سيرته في كتاب أشهر شهداء المشرق تأليف ادي شير (الموصل ١٩٠٠) ١ : ١٩٣ ؛ الأب البير ابونا : شهداء المشرق ، بغداد ١٩٨٥ ، ١ : ١٠٥ ـ ١٣٧.
(٢) قال في الهامش «مسالك الممالك» ولم يذكر اسم المؤلف أهو لابن خرداذبه أم للاصطخري ، وكلاهما يذكران المدائن.