وصف الإيوان (١)
يطلق الأهلون على الموضع اسم «إيوان كسرى» أو «طاق سلمان باك» لقرب الواحد من الآخر.
إنه بناء فخم ، مشيد بآجر مفخور وملاط جيد له جدران سميكة جدا تتجه الواجهة نحو الشرق وهي مزينة من الأعلى إلى الأسفل بألف حنية مبنية بالآجر نفسه يبلغ طول الواجهة مئة وأربعة عشر قدما بقياس قدمي. كان للإيوان كما يظن ثلاثة أروقة (كما في الكنائس) لم يقارع عوادي الزمن إلا الوسطى. وطوله ستة وستون قدما ، وعرضه ثلاثة وثلاثون ، وهذه القياسات تقريبية لأن الأرض غير مستوية. وليس للإيوان بابا كبيرا كما قد تتوقع ، لكنه مفتوح بحيث يرى الناظر كل ما في الإيوان من أعلاه إلى أسفله ، ومن هنا سماه الأهلون باسم الإيوان أو الطاق لأنه يشبه الطاق فعلا.
في نهاية الإيوان يوجد باب صغير في الوسط ، وشكل الباب مقوس كالطاق أيضا ، وفي جهتي الإيوان باب صغير قريب من الواجهة يؤدي كل منهما إلى الإيوان الأصغر. وهذان الرواقان قد تهدما كليّا كما سقط قسم من السقف في صدر الإيوان مع الجدار الذي يسنده.
لن أزيد على هذا الوصف ، فقد قام الرسام برسم الإيوان فأعد لوحة طبيعية حسنة.
يشير اليهود أيضا إلى خرائب قريبة من الإيوان ، يزعمون أنها موضع جب الأسود حيث زج دانيال النبي (٢) لكن قولهم لا يستند إلى أسس صحيحة فهي بالأحرى من بقايا «طيسفون» لأن هذه المدينة كانت كبيرة ورائعة كما يذكر المؤرخون وقد آلت إلى الخراب.
__________________
(١) ورد هذا الوصف في مقالة للاب أنستاس ماري الكرملي : سلوان الأسرى في إيوان كسرى ، مجلة المشرق ٥ (١٩٠٢) ص ٧٤٤ و ٧٨٠ ـ ٧٨٢ وما ذكره فهو عن الترجمة الفرنسية للرحلة (ط. باريس ١٦٦١).
(٢) يشير إلى ما جاء في سفر دانيال ٦ : ١٦.