دار ، فأنصتّ لها ، فسمعتها تقول [ من الطويل ] :
إذا قلت : أهدى الهجر لي حلل البلى (١) |
|
تقولين : لولا الهجر لم يطب الحبّ |
وإن قلت : هذا القلب أحرقه الهوى |
|
تقولي : بنيران الهوى شرف القلب |
وإن قلت : ما أذنبت! قلت مجيبة : |
|
حياتك ذنب لا يقاس به ذنب |
فصعقت وصحت (٢)!
وليت شعري كيف حسن له الإنصات إلى غناء الأجنبية؟!
وكيف لم ينتفع بكتاب الله العظيم ، وكلمات نبيّه الكريم مثل ما انتفع بشعر المغنّية؟!
وظنّي أنّه لو انضمّ إلى غناها رقصها معه لكان أنفع!!
وأمّا ما شاهده المصنّف في حضرة سيّد الشهداء عليهالسلام ، فغير عجيب من جهة ترك الصلاة ، فهذا ابن الفارض ـ المعظّم عندهم ـ قد أقام أيّاما في سكرته بلا صلاة ، كما عرفت.
وقال شارح ديوانه : « حكى جماعة ممّن يوثق بهم ، ممّن صحبوه وباطنوه ، أنّه لم ينظمها ـ أي قصيدته التي زعم أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في المنام
__________________
(١) البلى : التلف والهلاك ، وبلي الثوب : خلق فهو بال ، وإخلاق الثوب : تقطيعه ، وبلي الميّت : أفنته الأرض.
انظر : المصباح المنير : ٢٤ مادّة « بلي » ، لسان العرب ٤ / ١٩٥ ـ ١٩٦ ، مادّة « خلق ».
(٢) وفيات الأعيان ١ / ٣٧٤ رقم ١٤٤.