سابعا : قول التلمساني : إن المقوم لا عقب له ، لا يراد به : أنه لم يعقب أصلا ، بل المراد : أن عقبه قد انقرض وانقطع ، وقد قال ابن حزم : «ولد المقوم بن عبد المطلب بكرا ، وعبد الله ، فولد بكر بن المقوم عبد الله. ولا عقب للمقوم» (١).
وهذا معناه : أنه يقصد أنه لا عقب للمقوم باقيا .. ويشهد لذلك قول ابن حزم أيضا عن أولاد عبد المطلب : «فلم يعقب أحد منهم عقبا باقيا إلا أربعة : العباس ، وأبو طالب ، والحارث ، وأبو لهب» (٢).
ثامنا : قول هذا المستشكل عن المقوم ـ الذي هو عنده عبد الكعبة بن عبد المطلب ـ إنه هلك صغيرا ، وكذلك قوله عن قثم بن عبد المطلب : مات صغيرا .. لا يمكن قبوله حسبما قدمناه حول نذر عبد المطلب ..
فإذا ثبت أنهم كانوا كبارا ، فإن موتهم ، وكذلك موت إخوتهم في الجاهلية لا يعني أنهم لم يتزوجوا ، ولم يولد لهم أولاد ، يحضرون مناسبة إنذار العشيرة.
فعدم حضور الغيداق والحارث ، وغيرهما من أبناء عبد المطلب للمناسبة لا يضر ، ولا يثبت أن الحاضرين كانوا أقل من أربعين رجلا ، لجواز أن يكون أبناؤهم وأحفادهم قد حضروها ..
تاسعا : إن الروايات قد صرحت بحضور آخرين من بني هاشم في تلك المناسبة .. ولا مانع من أن يتصرف الرواة ببعض الكلمات سهوا ، أو
__________________
(١) جمهرة أنساب العرب ص ١٧.
(٢) جمهرة أنساب العرب ص ١٥.