ه). وأكثر معارفه تلقاها عن رواة وعلماء وأناس من أهل قطره. وما عدا ذلك فهو يشير اليه ، وهو يتلقّى معلوماته عمن يتوسّم فيه المعرفة من أهلها. وقد أكثر النقل عن بطليموس ، بل لخص كتابه في مقدمة «صفة جزيرة العرب» ويظهر أن الكتب المعربة وصلت الى صنعاء في زمن متقدم ، فقد كان وزراء الدولة العباسية كالبرامكة وغيرهم ذوي صلة بالأبناء ـ وهم بقايا الفرس ـ الذين كانوا في صنعاء.
وقد تأثر كثيرا ببعض الآراء الواردة في تلك الكتب المترجمة عن اليونانية أو الفارسية أو الهندية ، تأثرا دفعه إلى الأخذ بها ، وإلى احترامه لأصحابها ، فهو بعد أن يورد قول أرسطاطاليس الحكيم في مبتدأ الحرارة في جوف الأرض ، يعقب عليه بقوله : (قد أحسن الحكيم فيما فرّع ، وإن كان قد بنى قوله في مبتدأ الحرارة على غير أصل) ثم يسترسل في إيضاح ذلك (١).
وهو يوضح بعض آرائه بالرسم كما في «سرائر الحكمة (٢)» و «الجوهرتين (٣)»
ويؤخذ على الهمداني أمور :
١ ـ منها شدة تعصبه شدّة قد تحيد به في بعض الأحيان عن جادة الصواب ، وكتاب «شرح الدامغة» أوضح دليل على ذلك. والأستاذ محب الدين الخطيب على حق حينما قال عن الهمداني : (يثبت حقائق العلم على صحتها ما استطاع ، في كل ما لا يمسّ همدانيته ويمنيته ، فاذا لامس العلم هذا الجانب الحساس من المؤلف وجد فيه ضعفا). (٤).
__________________
(١) «الجوهرتين» : ١٠٥
(٢) الورقة ١٥ وما بعدها.
(٣) ١٥١ / ١٥٦ / ١٥٧ / ٢٠١ / ٢٠٥ / ٢٠٧ / ٢٠٩ / ٢١٣ / ٢١٥ / ٢٤٣ / ٣٤١ / ٣٦٣.
(٤) هذا حكم جائر ورجم بالغيب من استاذنا الجليل (حمد الجاسر) تبعا لاستاذنا محب الدين الخطيب في مقدمته للجزء العاشر من الاكليل الذى تحامل على صاحبنا في مواضع من تعليقه على العاشر وغلطه في اشياء كان الخطيب هو الغالط فيها والغالط حقا كما بينا في تعليقنا على العاشر لانهما لم يعيشا الظروف التي عاشها الهمداني ولو عاشوها او عرفوها لعذروه كما عشنا نحن وآباؤنا من قبل ، وما الدامغة الا دفاع عن احساب قومه بعد ان اضطروه الى ذلك على أنه صان لسانه عن كل اقذاع والله يعفو عن من قد أتى زللا انظر مقدمة تفسير الدامغة.