مختصات الأنبياء «عليهم السلام».
ولا يرد على ذلك : أن فاطمة «عليها السلام» كانت تسمع ما سجلته في مصحفها من جبرائيل مباشرة ، لأننا نجيب بأن مصحف فاطمة لم يتضمن تشريعات اختصها جبرائيل بها ، وتلقتها الأمة منها .. بل كان يخبرها بما يجري على ذريتها من بعدها وبغير ذلك من حقائق يعرفها مما لا يرتبط بالتشريع ..
أما بالنسبة لرواية الرؤية في المنام ، فقد قال العسقلاني :
«وقد استشكل في إثبات حكم الأذان برؤيا عبد الله بن زيد ، لأن رؤيا غير الأنبياء لا يبنى عليها حكم شرعي ، أجيب باحتمال مقارنة الوحي لذلك»!؟ (١).
ولكنه جواب بارد : فإن مجرد الاحتمال لا يجدي ، مع كون الرواية المعتمدة عندهم لم تذكر ذلك ، ولم تشر إليه ، بل اكتفت بمجرد أمره «صلى الله عليه وآله» بلالا بالتعلم من ابن زيد.
ثم لماذا لم ينزل الوحي عليه «صلى الله عليه وآله» من أول الأمر ، وحينما كان متحيرا في أمره ، مهموما مغموما لا يدري ما يفعل؟!.
ويبقى سؤال : لم اختص الأذان بأن شرع بهذه الكيفية ، دون سائر الأحكام؟!
وأجاب السهيلي : بأن في الأذان تنويها بشأنه ، ورفعا لذكره ، فلأن يكون
__________________
(١) فتح الباري ج ٢ ص ٦٢.