بأنه لا يستطيع أن يأتي بغير عمامة ولا قميص ولا رداء ولا سروال فعاد الرسول إلى الإمام وأخبره بما رأى فلم يعذره الإمام وأرسل له من قصره ثيابا كاملة وطلب سرعة وصوله فقام ولبس تلك الثياب المهداة له من الإمام فوجدها أكبر من حجمه وذهب يتعثر بها فلما رآه الإمام ضحك على منظره ، ثم طلب منه أن يقص عليه المثل فقصه ، وقال للإمام : لقد كنت السبب فيما حدث فلماذا تلوم الناس على عمل كنت أنت سببه؟ فما كان منه إلّا أن أذن له بعودته إلى صنعاء حرا طليقا.
وبلغ السيد قاسم بن حسين أبو طالب رحمهالله أن القاضي محمد الحجري قال أو كتب : أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضياللهعنه فجاء إليه محتجا لاستعماله أمير المؤمنين لعمر بن الخطاب لأن هذا اللقب خاص عند الشيعة بعلي بن أبي طالب رضياللهعنه فلا يطلق عندهم على غيره. فأجاب عليه بأن عمر بن الخطاب هو أول من لقب بهذا اللقب باقتراح جل الصحابة فإنه لما تولى الخلافة اشتور الصحابة رضياللهعنهم فيما يلقبونه به فبعضهم قال : ندعوه خليفة خليفة رسول الله لأن أبا بكر الصديق رضياللهعنه كان يدعى خليفة رسول الله وهذا يدعى خليفة خليفة رسول الله فاعترض على هذا الرأي بأنه سيطول في الخلفاء الذين يأتون بعده ، ثم استقر الرأي على استعمال أمير المؤمنين لقبا له ، ثم قال مؤكدا سلامة رأيه : إن المؤمنين الذين كان علي بن أبي طالب أميرهم هم الذين كان عمر بن الخطاب أميرهم ، فاقتنع أبو طالب بوجاهة رأي الحجري وصحته إلّا أنه استدرك قائلا إن استعمال أمير المؤمنين لعمر بن الخطاب ثقيل على اللسان فقال له الحجري : السبب في ذلك عدم تعودك على استعماله فقط.
وللحجري من الأجوبة المشهورة والأمثلة السياسية المسكتة ما لو جمعت كلها لكانت بحثا نفيسا.
مؤلفاته : لم يتجه القاضي محمد الحجري للتأليف إلّا متأخرا ومع ذلك فقد كانت حصيلة أعماله كثيرة ومفيدة وهي مجموع بلدان اليمن وقبائلها :
ـ فهرسة مكتبة الأوقاف بجامع صنعاء ، وقد طبع في مطبعة وزارة المعارف بصنعاء ولم يطبع منه سوى خمسين نسخة حسب أمر الإمام يحيى.
ـ فهرسة خزانة الإمام يحيى بن محمد حميد الدين ما تزال مخطوطة ، ولكنها دخلت في الفهرس