ومنها أيضا شعيب الأسود الجبائي المحدّث من أقران طاووس وعنه محمد بن إسحق وسلمة بن وهرام انتهى كلام شارح القاموس.
وقال ابن مخرمة في كتاب النسبة الى البلدان : جبا بفتح الجيم والموحدة ثم الف قرية في جبل صبر فوق تعز ، قال القاضي مسعود : قرب تعز غربي جبل صبر تسقى أراضيها وأشجارها من عيون تخرج من جبل صبر وفيه زروع وسكر وغير ذلك ، قال وبها مسكن القاضي مسعود بن علي بن مسعود بن علي بن جعفر بن الحسين بن عبد الله بن عبد الكريم بن زكريا بن أحمد القري بفتح القاف وكسر الراء المهملة الذي جرى له مع السلطان حكومة حتى أحضره ، وأنصف منه نفع الله به ـ انتهى كلام القاضي مسعود بن شكيل ؛ والحكومة التي أشار إليها هي أن بعض التجار باع الى السلطان مبيعا بثمن جزل أظنه يزيد على ألف دينار فلم يزل ولاة السلطان يماطلونه بالثمن حتى أيس منه فشكا الى القاضي فكتب القاضي له ورقة الى السلطان وفيها هذه الآية الشريفة : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ثم كتب تحت هذه ليعمل (١) فلان بن فلان اسم السلطان على الحضور إلى مجلس الشرع الشريف ليفصل بينه وبين خصمه.
فلما وقف السلطان على كتاب القاضي قال : سمعنا وأطعنا ولبس نعله وتقدم إلى القاضي مع غلام له فقط فلم يرفع القاضي إليه رأسا ولم يزده على جواب ردّ سلامه ثم قال له : اتق الله وساو خصمك فوقف مع خصمه فادعى عليه بالمال فأقرّ السلطان بذلك ، فألزمه القاضي بالتسليم فامتهل الى وصوله داره ، فقال الغريم. متى وصل داره لم يحصل الإجتماع به ، فقال القاضي للسلطان : أنت قادر على الوفاء وأنت بهذا المجلس فأرسل السلطان من أتى بالمال جميعه وتسلمه صاحبه بحضرة القاضي ، فلما فرغ من ذلك قام القاضي وقبّل بين عيني السلطان ، وأجلسه معه على السرير وقال : ذلك مما يجب علينا من أمر الشرع وهذا مما يتوجه علينا من حق السلطان.
__________________
(١) في مراجع ترجمته الأخرى ليحضر بدلا من ليعمل.