وقال نشوان : جذام قبيلة من اليمن ، وهم ولد جذام واسمه عمرو ، وفي الحديث سأل النبي عليهالسلام عن سبأ فقال رجل من العرب أولد عشرة تيامن منهم ستة حمير وهمدان وكندة ومذجح والأشاعر وأنمار ، وتشاؤم منهم أربعة جذام ولخم وعاملة والأزد ، وقيل : هو جذام بن عدي بن الحرث بن مرة أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان ، وجذيمة الأبرش بن مالك بن فهم بن دوس ملك من ملوك الأزد قتلته الزبّاء بنت عمرو الملكة العملقية ولها حديث : وجذيمة الوضاح : ملك من ملوك حمير ، وهو جذيمة بن الحرث بن زرعة بن ذي غيمان بن ولد صيفي بن حمير الأصغر ، قال قس بن ساعدة :
وجذيمة الوضاح أخبرني أبي |
|
عنه فيا لجذيمة الوضاح |
وقال علقمة بن عمرو العقدي :
يسمو بصيد في مقاول حمير |
|
بيض الوجوه منعمين صباح |
من شمس أو من مهتّك عرشه |
|
والغر آل جذيمة الوضاح |
جذع : جذع بن سنان الأزدي الذي جرى فيه المثل : «خذ من جذع ما أعطاك» وذلك أن الأزد لما خرجوا من اليمن صار فريق منهم ببلاد الروم فأمر قيصر ملك الروم اليهم عاملا له يأخد أتاوة مواشيهم ، وهم غير معتادين لذلك ، فجاء العامل الى جذع بن سنان ، وكان شيخا فاتكا أصم فسأله إتاوة ماشيته فأعطاه سيفا له رهنا بإتاوته ، فقال العامل : دع هذا في كذا من أمك فضحك الجماعة السامعون ولم يسمعه جذع غير أنه علم أنه قد شتمه فتناول جذع السيف فانتضاه وضرب عنق العامل فقال بعض الجماعة : «خذ من جذع ما أعطاك» فذهبت مثلا ، ثم أغار الأزد على قيصر فأوغلوا عليه في بلاده فأراد النهوض اليهم فأشار عليه بعض وزرائه بمصالحتهم فصالحهم ثم أمر لما به رئيس منهم وبذل لهم العطايا فعرفوا على ذلك فقال لهم جذع : والله لئن وصلتم الى قيصر ليضر بنّ أعناقكم فقالوا له : فما ترى؟ قال يأمر كل منكم لعبده وفرسه وأنا أمضي معهم فإن قتلنا فشيخ أصم فان وعبيد وسلمتم وإن أعطانا فكل عبد رجل يأتيه بعطيته.
ففعلوا ذلك فلما وصل جذع هو والعبيد الى قيصر عزم على قتلهم فعلم بذلك جذع فقال لقيصر : ما وصلك إلا عبيد الأزد ، وأنا منهم فما شئت