وفي ضوران جامع من أحسن الجوامع عمّره الحسن بن الامام القاسم بن محمد المتوفى سنة ١٠٤٨ وقبره بضوران وفي ضوران (١) قبر الامام المتوكل إسماعيل بن الامام القاسم المتوفى سنة ١٠٨٧ وقبر ابنه الامام المؤيد محمد بن المتوكل المتوفى سنة ١٠٩٧. ومن أشهر المحلات في بلاد أنس حصن أشيح بوزن أفلح في بني سويد من مخلاف ابن حاتم ويعرف الآن عند أهل آنس بحصن ظفار وهو خراب ، وقد ذكره في معجم البلدان فقال : أشيح بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة وحاء مهملة : اسم حصن منيع عال جدا في جبال اليمن. قال عمارة حدّثني سليمان بن ياسين وهو من أصحاب أبي حنيفة قال بت في حصن أشيح ليالي كثيرة وأنا عند الفجر أرى الشمس تطلع من المشرق ليس لها من النور شيء وإذا نظرت الى تهامة رأيت عليها من الليل ضبابا وطخا يمنع الماشي من أن يعرف صاحبه من قريب وكنت أظن ذلك من السحاب والبخار فاذا هو عقابيل الليل فأقسمت أن لا أصلي الصبح إلا على مذهب الشافعي لأن أصحاب أبي حنيفة يؤخرون صلاة الصبح إلى أن تكاد الشمس أن تطلع على وهاد تهامة وما ذاك إلا لأن المشرق مكشوف لأشيح من الجبال لعلو ذروته. وقال أبو عبد الله الحسن بن القاسم الزبيدي يمدح الداعي سباء بن أحمد الصليحي وكان منزله بهذا الحصن.
إن ضامك الدهر فاستعصم بأشيح أو |
|
إن نابك الدهر فاستمطر بنان سبا |
انتهى كلام صاحب المعجم باختصار.
ولعل الشاعر المذكور هو ابن القمّ صاحب زبيد فإنه وفد إلى صاحب أشيح ومدحه ، ومن قرى أنس قرية المرون من مخلاف بني خالد إليها ينسب السادة بنو المروني وهم من ولد يحيى بن منصور بن مفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن الامام يوسف الداعي ، وقرية ذي حود محل القضاة بيت الشبيبي ، والقضاة بيت الحودي أهل ذمار ، وهذه القرية من مخلاف المنار ومن مخلاف المنار أيضا عزلة بني الذاهبي محل القضاة بني محيى الدين ، وعزلة كهال وفيها هجرة القضاة بني الفاضلي. وفي مخلاف المنار
__________________
(١) قبر المتوكل وقبر ابنه المؤيد في جبل ضوران وليس في المدينة نفسها.