نقل عنه صاحب البيان وأهل بيته وهم أجلّ بيت بزبيد.
وعبد الله بن عيسى بن أيمن الهرمي من جلّة فقهاء زبيد وكان يحفظ المهذب ، وعلي بن القاسم بن العليف الحكمي الزبيدي صاحب مشكلات المهذب يقال خرج من تلامذته ستون مدرسا توفي سنة ٦٤٠ وتلميذه محمد بن أبي بكر الزّوقري الحطاب الزبيدي ، وأبو الخير منصور بن أبي الخير الشماخ الزبيدي السعدي سمع من ابن الحميري ، وكان حسن الضبط توفي سنة ٦١٠ وابنه أحمد سمع عليه الملك المؤيد داود سنن أبي داود وتوفي سنة ٧٢٩ ، انتهى ما ذكره شارح القاموس.
قلت : وقد ذكر الأهدل في ترجمة ابن الحطاب المذكور في كلام شارح القاموس فقال : ومن علماء زبيد أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن بن عبد الله الزوقري ثم الرّكبي عرف بابن الحطاب نسبة الى بيع الحطب إذ كان أبوه حطابا يسكن قرية النويدرة على باب زبيد القبلي توفي بزبيد سنة ٦٦٥ .. قال الأهدل : وأضل عقله وكان الطلبة يقرأون عليه في أوقات إفاقته ويسألونه عن مشكلات فيحلها ، وحكى أن المظفر قال لجلسائه :
كنت أحفظ بيتين في المعلامة وأنسيتهما فلا أذكر منهما إلا حضني أودّ روايتهما ولو بمال فقيل له : ربما تجدهما عند ابن الحطاب فاستحضره وقت إفاقته فلما حضر قال للمظفر : يا يوسف كان أبوك صاحبي فقال : نعم الصاحب.
ثم سأله عن أشياء تحقق حضور ذهنه ثم سأله عن البيتين فقال في أحدهما حضني أو حضن فقال الفقيه هما :
راحة الانسان حيا |
|
بين حضني والديه |
فإذا ماتا أحالا |
|
بشقى الدنيا عليه |
فقال السلطان : إي والله وفرح بهما وخلع عليه وأمر برده الى محله وأوصافه جمّة ، ودخل عليه بعض إخوانه فقال : هل جئتنا بشيء؟ فقال : بنفسي فانشد الفقيه مرتجلا :
أتانا أخ من غيبة كان غابها |
|
وكان إذا ما غاب ننشده الركبا |
فقلت له : هل جئتنا بهدية؟ |
|
فقال : بنفسي ، قلت : نطعمها الكلبا |
انتهى من تاريخ الأهدل.