بسم الله الرّحمن الرّحيم
مؤلّف الكتاب
هو القاضي محمد بن أحمد بن علي بن علي بن مثنى بن أحمد بن محسن الحجري. كان عالما مطلعا ، واسع المعرفة أديبا شاعرا حفاظة مؤرخا ثبتا نسابة ، قوي الحجة ، صائب الرأي ، سريع البادرة فلا يكاد يسمع فكرة أو خاطرة من شخص إلّا ويأتي لها ما يناسبها من مثل أو قصة أو شاهد حال تعبر عن رأيه فيكون كالحكم يحسم به الجدال والنقاش والنزاع.
مولده في شهر ذي الحجة سنة ١٣٠٧ ه (١٨٩٠ م) في قرية ذي اشرع بجوار هجرة الذاري من ناحية خبان وأعمال يريم ، وقد درس في الذاري وذمار وصنعاء والقفلة والأهنوم ويريم على جلة شيوخ عصره.
ولما توفي والده سنة ١٣٤٢ ه كان ينتظر من الإمام يحيى بن محمد حميد الدين أن يوليه أعمال أوقاف يريم خلفا لأبيه ، ولكنه عهد بهذا المنصب إلى شخص آخر (١) ، وكلفه الإمام يحيى بالسير مع السيد عبد الله بن أحمد الوزير سنة ١٣٤٣ ه إلى حاشد لإخضاعها لطاعة الإمام ، ثم سار معه إلى الجوف للغرض نفسه ، وفي سنة ١٣٤٤ ه ذهب مع السيد حسين بن علي عبد القادر إلى مكة المكرمة لحضور المؤتمر الإسلامي ، وبعد رجوعه منها عينه الإمام يحيى مراقبا على جمرك الحديدة في عهد أميرها سيف الإسلام البدر محمد بن الإمام يحيى الذي توفي غريقا في شاطىء بحر الحديدة في ذي الحجة سنة ١٣٥٠ ه فتوثقت صلته به ، وصار من ألصق الناس به وأقربهم إليه حتى كان كالوزير له. ولعل هذا الأمير كان لديه شعور قوي بدنو أجله فأسند إلى المترجم له وصيته على أهله وماله. ثم كلفه الإمام يحيى بالسفر إلى العراق هو والسيد يحيى بن أحمد الهجوة عامل الزيدية موفدين منه إلى ملك العراق الملك فيصل الأول وأثناء وجوده هنالك غرق الأمير البدر فعاد إلى مقر عمله في
__________________
(١) هو السيد العلّامة أحمد بن يحيى الخباني رحمهالله.