قد تخربت قبل قليل في حرب ضد البرتغاليين. وقد فزع السكان جميعا إلى الجبال. وحدث هذا في عام ٩٢٢ ه في بداية السنة التي انطلق فيها المؤلف لرحلته الكبرى ، أي السنة الموافقة لعام ١٥٠٥ لميلاد المسيح (٢٢).
ايد اوايزوغ غواغن
ايد آوايزوغ غواغن هي بلدة صغيرة شيّدت لتكون قلعة فوق جبل كبير جدا على مسافة عشرة أميال (٢٣) جنوبي هادكّيس. وفيها قرابة أربعمائة عائلة. وهناك نهر صغير يمر تحت هذه البلدة (٢٤). ولا يوجد في هذه البلدة ، ولا في خارجها ، أي بستان ولا أي كرمة ولا أية شجرة مثمرة ، وذلك لسبب بسيط وهو أن سكانها مهملون وعلى درجة من التقاعس تجعلهم لا يبحثون عن أي غذاء سوى الشعير وزيت الهرجان. وهم يمشون حفاة باستثناء بعضهم من الذين ينتعلون نعولا من جلد الجمل أو من جلد الثور. وهم في حالة حرب دائمة مع أهل البادية ، ويقتتلون فيما بينهم كالكلاب. وليس لديهم أي قاض ، أو فقيه ، ولا أي شخص معروف قادر على حسم خلافاتهم ، إذ لا إيمان لهم ولا شريعة سوى ما يقولونه بأفواههم. ولا نجد في كل جبالهم إطلاقا من إنتاج غذائي سوى كمية كبيرة من العسل. ويحتفظ بهذا العسل غذاء ويباع منه للجيران ، ولكن يلقي شمعه مع القمامات.
ويوجد في هذه البليدة مسجد صغير لا يتسع لأكثر من مائة شخص ، إذ ليس لدى هؤلاء الناس أي اهتمام بالتقوى أو بالفضيلة. ويحملون معهم دائما خناجر وحرابا يرتكبون بواسطتها جرائم القتل. وهؤلاء قوم غدارون فسقة. وقد ذهبت مرة إلى هذه المدينة مع الشريف ، الذي أصبح فيما بعد أمير السوس وحاحة (٢٥) ، وكنا قد جئنا لتوطيد السلام بين السكان.
__________________
(٢٢) والصحيح ٩٢١ ه أو ١٥١٥ م. ويظهر أن المؤلف قدم إلى هذه المنطقة حوالي شهر حزيران (يونيو) مع جيش السلطان أبي عبد الله محمد ، ملك فاس. وليس هناك من وثيقة تؤيد دمار هذه المدينة الصغيرة في تلك الحقبة ، والتي ربما كان اسمها آدكيس ، لأن اسمها ورد على شكل آدكة في النص البرتغالي.
(٢٣) ١٦ كم.
(٢٤) لقد اختفت هذه البلدة ولم يمكن تشخيص موقعها ، ولكن هناك فرعا من عشيرة آيت بيوض ، وهي ذاتها عبارة عن فخذ من عشيرة أيد أو زمزم ، لا يزال يحمل اسم ايد آوايزوغ غواغن.
(٢٥) هو الشريف أبو العباس الأعرج الذي أصبح فيما بعد أول سلطان من أسرة السعديين.