تيّوت
تيّوت بلدة صغيرة في السهل ، ولكنها بين الجبال ، على مسافة عشرة أميال (٢٦) إلى الغرب من ايد آوايزوغ غواغن. وتضم حوالي ثلاثمائة أسرة ، وهي مسورة بجدار من الطوب الأحمر. وكل سكانها فلاحون. وتصلح أراضيهم لزراعة الشعير ، إذ لا يزرع فيها أي نوع آخر من الحبوب. ولديهم كمية كبيرة من المزارع المليئة بالكروم والتين والدراق. كما يملكون عددا كبيرا من الماعز. وتوجد في المنطقة كمية عظيمة من الأسود التي تفترس وتلتهم عددا كبيرا من أنعامهم. وقد أقمت في تيّوت ليلة واحدة ونزلت في ضيعة شبه مهدّمة. ولقد قدمنا لخيولنا الكثير من الشعير ، ثم عقلناها وآويناها في أحسن مأوى أتيح لنا إيواؤها فيه ، وأغلقنا مدخل المأوى بكمية كبيرة من الأشواك. وقد كنا في أواسط شهر نيسان (إبريل). ونظرا لحرارة الطقس فقد صعدنا إلى السطح كي ننام تحت السماء. وحوالي منتصف الليل تسلل زوج من الأسود الضخمة وقد اجتذبتهما رائحة الخيول وحاولا نزع الأشواك. وأخذت الخيول بالصهيل والاضطراب ، وأخذنا نرتجف من رؤية الخربة وهي تنهار ومن تخيلنا أننا سنصبح فريسة لهذين الحيوانين الضاريين. وما كدنا نرى بياض الفجر حتى رحنا نسرج خيولنا وسرنا في الطريق ، أي في اتجاه المكان الذي ذهب إليه الأمير. وما كدنا نخرج حتى تعرضت هذه المدينة للخراب. وقد قتل قسم من السكان ، وأسر القسم الآخر ، وأقتيد إلى البرتغال. وحدث هذا عام ٩٢٠ ه (٢٧).
تيسيغدلت
تيسيغدلت مدينة على قدر من الأهمية. وتقع على جبل عال ، ومحاطة بجروف
__________________
(٢٦) ١٦ كم.
(٢٧) سنرى فيما بعد أن المؤلف شهد في يوم الجمعة ١٤ نيسان ١٥١٤ م معركة بولوان ، وذلك بينما كان يقصد معسكر ملك فاس في مراكش كي يخبر ملك مراكش أبا علي الناصر بن يوسف الهنتاتي ، والأمير الشريف أبا العباس أحمد الأعرج ، بقرب وصول شقيق ملك فاس. فهذا الشقيق وهو الأمير مولاي ناصر الملقب بالكدادي ، اضطر أن يحارب متقهقرا في مطلع شهر أيار (مايو). ويبدو أن نونو فرناندز دو آتيد ، حاكم آسفي ، قد انطلق بعد قليل في حملة على رأس خمسمائة من الرماة البرتغاليين وأعوانه من عرب عبده وغربية ، ضد قوات الشريف في بلاد شياظمة ، وأنه استطاع أن يخضع المنطقة حتى جبال الأطلس. وهذه الحملة هي التي أدت إلى خراب تيّوت.