مسافة ستة أميال (٤٥) جنوب آيت دوّاد. وفيها قرابة اربعمائة أسرة وفي هذه المدينة بعض الصناع الذين يقومون بالأعمال الضرورية لحاجات الحياة العادية. والأراضي المحيطة بالمدينة أراض ممتازة لزراعة الشعير. وهنا يكثر العسل وزيت الهرجان. ولا سبيل لصعود المدينة إلا عن طريق درب صغير على خاصرة الجبل ، وهو درب ضيق ورديء جدا بحيث لا يمكن السير فيه راكبا إلا بمشقة. والسكان رجال على درجة عالية من الشجاعة عندما يكونون شاكين سلاحهم ، وهي في حالة نزاع مستمر مع العرب ، ولكن أهلها دوما منتصرون على هؤلاء بسبب موقع المدينة الحصين جدا. وتصنع في هذه المدينة مقادير كبيرة من الاواني التي تباع في مختلف المدن ، ولا أظن انه يصنع مثلها في أي مكان آخر من المنطقة.
تفتنة. مدينة وميناء في حاحه
تفتنة ميناء على المحيط (٤٦) على مسافة أربعين ميلا (٤٧) الى الغرب من ايغيلنغيغيل ، وقد بنيت هذه المدينة على أيدي الأفارقة. وفيها قرابة ستمائة عائلة. ويقوم هنا ميناء جيد جدا بالنسبة للسفن الصغرى. ومن عادة بعض التجار البرتغاليين التردد عليه لمقايضة بضائعهم مقابل الشمع وجلود الماعز. ومعظم الريف المجاور لها جبلي ، وينبت فيه الشعير بوفرة. ويمر من جوار المدينة نهر صغير يكون مصبه مرسى طيبا عند هبوب عواصف البحر. ويوجد في تفتنة مصلحة مكس ومصلحة جباية ضريبة الملح ، وتوزع جباتهما على الرجال القادرين على الدفاع عن المدينة. ونجد هنا فقهاء وقضاة. ولكن القضاة غير مؤهلين للبت في قضايا القتل والجروح. وإذا ارتكب أحد السكان إحدى هاتين الجريمتين فإن أهل المجني عليه يقتلونه إذا عثروا عليه. وإلا فإن القاتل يحكم عليه بالنفي لمدة سبعة أعوام ، وفي ختام هذه المدة يدفع غرامة لأهل القتيل (٤٨). وحينئذ تسقط عنه عقوبة النفي. ولسكان تفتنة بشرة بيضاء جدا. وهم ألوفون ومحبّبون. ويختصون الغرباء عندهم بمعاملة تفوق معاملتهم لأبناء بلدتهم ذاتها. ولديهم مضافة لإيواء الغرباء ، مع أن هؤلاء يتمتعون في الغالب بضيافة أناس من الأهلين. وقد قصدت هذه
__________________
(٤٥) ١٠ كم.
(٤٦) المحيط ويقصد به دوما بحر الظلمات ، أو المحيط الأطلسي.
(٤٧) ٦٥ كم.
(٤٨) الدّية.