وأطواقا من فضة كذلك بكاحلهن. ولكن هذا مقصور على نساء الوجهاء والأغنياء. أما نساء العامة والفقراء فيضعن هذه الزينة من حديد أو من نحاس. ونرى هنا بعض الخيول ولكنها صغيرة الحجم ، ولا تحذى بالحديد ، وهذه الحيوانات رشيقة جدا فتقفز من أعلى لأسفل كالقطط. وتكثر هنا الأرانب والتيوس الجبلية (٥٤) والوعول (٥٥) ولكن سكان الجبال لا يعترضون أبدا سبيل هذه الحيوانات وبهذه المنطقة عدد كبير من العيون ومن الاشجار المثمرة ، ولا سيما الجوز.
ومعظم هؤلاء السكان كالأعراب ينتجعون من منطقة لأخرى. أما فيما يتعلق بالسلاح فإن رجالهم يحملون خناجر عريضة معقوفة. ولسيوفهم نفس الشكل مع ظهر عريض مثل المنجل الذي يستخدم في إيطاليا لحصد الكلأ. وعندما يذهبون للحرب يحملون في أيديهم ثلاث أو أربع حراب. ولا يوجد في المنطقة قاض أو فقيه ، ولا أي شخص يعرف العقيدة الدينية. وهم على العموم أناس أشرار وغدارون. وقد قيل للأمير الشريف بحضوري أن سكان هذا الجبل يستطيعون ان يقدموا عشرين ألف مقاتل.
حبل دمسرة
يؤلف هذا الجبل أيضا جزءا من جبال الاطلس. ويبدأ من تخوم الجبل السابق ويمتد شرقا على مسافة خمسين ميلا (٥٦) حتى جبل نيفيفة ، في منطقة مراكش (٥٧). ويفصل قسما كبيرا من منطقة حاحة عن السوس. وعند احدى نهايته يقع الممر الذي يجتازه الناس للذهاب إلى منطقة السوس (٥٨).
وهذا الجبل آهل جدا بالسكان ، ولكنهم أناس أجلاف شرسون ، ولديهم الكثير من الخيل. وكثيرا ما يحتربون مع جيرانهم ومع العرب لمنعهم من الدخول الى منطقتهم. ولا نجد هنا مدينة أو قصرا أو بيتا منعزلا ، بل العديد من القرى والمداشر. ونجد بين
__________________
(٥٤) الغزلان.
(٥٥) لم يحدد نوع هذه الوعول على الدقة.
(٥٦) ٨٠ كم.
(٥٧) تقع منطقة عشيرة «أنفيفة» الحالية في شمالي أراضي عشيرة «دمنسرة» ، بين وادي آمجنف الى الغرب ووادي ايمينتانوت شرقا.
(٥٨) وهو ممر بيباؤون.