غارتغويسّيم (أغادير)
اغادير قلعة واقعة عند النهاية القصوى لجبال الاطلس التي تتقدم على المحيط قرب المكان الذي يصب فيه نهر السوس في البحر (٨٨).
وتتبع كورتها أراض زراعية ممتازة ، وقد سقطت بيد البرتغاليين قبل عشرين سنة خلت (٨٩) وقد اتفق اهل حاحه وأهل السوس على أن يستردوا هذه القلعة ، وقدم العديد من المحاربين المشاة من مناطق بعيدة لمساعدتهم على استردادها. ونصبوا قائدا عاما عليهم كان وجيها وشريفا ، أي نبيلا من أسرة محمد صلّى الله عليه وسلّم (٩٠) وحاصر القصر لبضعة أيام (٩١) وسقط عدد كبير من القتلى بين صفوف الغرباء عن المنطقة ، فتخلى هؤلاء عن هذا المشروع وعادوا أدراجهم. ولكن ظل بعض المحاربين مع الشريف بقصد متابعة الحرب ضد النصارى. وأعطى أهل سوس هذا الشريف من المال ما يكفي للإنفاق على خمسمائة فارس. وبعد ان قبض الشريف هذا المبلغ الضخم للإنفاق على الجند ، وبعد أن اكتسب خبرة في معرفة البلاد ، أعلن استقلاله ونصّب من نفسه دكتاتورا. وعندما غادرت بلاط هذا الشريف كان لديه اكثر من ثلاثة آلاف فارس وعدد لا يحصى من المشاة ، فضلا عن خزينة حرب هامة ، كما سبق أن قلنا ذلك مع تفاصيل أكبر في «مختصر عن التاريخ الإسلامي» (٩٢).
تيدسي ، مدينة في السوس
تيدسي مدينة كبيرة تحوي أربعة آلاف أسرة. وقد بناها الأفارقة القدامى على مسافة ثلاثين ميلا شرقي تارودنت وعلى مسافة ستين ميلا من البحر وعشرين ميلا من جبال
__________________
(٨٨) كانت البلدة تحمل اسم «أغادير لا ربع» في زمن المؤلف ، أما القلعة فكانت تدعى سانتا كروز دوكا بوداغيه. وأما كلمة غارتغويسيم التي استخدمها المؤلف فهي غير معروفة ، ولعلها تحريف لكلمة بربرية «آغر كسيمة» أو ممر كسيمة ، أو رأس كسيمة.
(٨٩) وقع الاحتلال البرتغالي عام ١٥٠٥ م أي ٩١١ ه أي أن هذه الاسطر قد كتبت حوالي العام ٩٣١ ه / ١٥٢٤ م.
(٩٠) هو أبو العباس أحمد الأعرج.
(٩١) من المحتمل أن يكون ذلك في ٥ آب (أغسطس) ١٥١١ م.
(٩٢) يدل هذا النص على أن المختصر المذكور كان مدبجا سابقا وكان من اللازم أن يظهر في رأس الكتاب الذي بين أيدينا.