يستخرجونه ، ولا كيف يجلونه. ونجد هنا العديد من الأعمدة وتيجانها المنقوشة ، وأحواضا مائية كبيرة وجميلة جدا تتوسطها نوافير الماء التي صنعت في عصر الملوك الأقوياء الذين تكلمنا عنهم آنفا. والذين حالت الحروب دون تحقيق مشروعاتهم. وقد رأيت هنا الكثير من الأشياء التي تستوقف النظر. ولكن ذاكرتي الهزيلة لم تستطع استعادتها ، وخاصة لأنها كانت مشغولة بقضايا أكثر أهمية.
جبل آديمي
جبل آديمي (٢١١) جبل كبير مرنفع. ويبدأ من تخوم جبل هنتاتة من الغرب ويمتد إلى الشرق حتى نهر تساؤوت. وهنا تقع المدينة التي قلنا آنفا أن أميرها قتل في حرب مع ملك فاس. وتسكن هذا الجبل بضع عشائر. ونجد فيه العديد من المزارع من شجر الجوز والزيتون والسفرجل. والرجال هنا شجعان جدا ، ولديهم حيوانات من كل نوع ، لأن الهواء معتدل هنا والأرض غنية. وينفجر هنا العديد من العيون في الجبل ، وينبع كذلك النهران اللذان سنتكلم عنهما بشكل خاص في هذا «الوصف».
أما وقد فرغنا الآن من مملكة مراكش ، التي تنتهي جنوبا بجبال الأطلس ، سنتكلم عن منطقة جزوله الواقعة على الجانب الآخر من الجبل ، والتي تحاذي مملكة مراكش ، ولكن تنفصل عنها بجبال الأطلس.
منطقة جزوله
منطقة جزوله (٢١٢) إقليم مأهول بكثير من السكان ، يتاخم من الغرب جبل هلالة ،
__________________
(٢١١) من المحتمل أن يكون الاسم أنيماي.
(٢١٢) لا يعني الاسم العربي «جزولة» ، وفي البربرية ايغزولن ، أية منطقة ، أو أية عشيرة معنية ، وإنما يعني حزبا (لف) انضمت إليه عشائر مختلفة وأفخاذ عشائر في منطقة جزولة التي يتحدث عنها المؤلف. وهذا اللفيف يقابل لفيف سكتانة ، وفي البربرية ايزوكتان. وفي العصور القديمة كان كل السكان الوطنيين القاطنين في الهضاب العليا الجزائرية وجبال الأطلس ابتداء من خليج قابس حتى المحيط ، كانوا جميعا ينضوون تحت عبارة جايتولي أو جيتول Getules الفرنسية. أما حدود المنطقة التي يعطيها المؤلف لمكان جبل إيلدا فيجب قراءتها ايلالة ، أو هلالة ، وهي النطق البربري لكلمة ايلالن. كذلك يجب قراءة منطقة الدرعة عوضا عن منطقة حاحة.
(وقد صححت فعلا في النص) (المترجم).