آيت اياد : مدينة في نفس الإقليم
آيت أياد ، بلدة واقعة فوق جبل صغير من الأطلس وقد تأسست على يد الأفارقة. وفيها ثلاثمائة أسرة. وهي مسورة من ناحية واحدة وهي الناحية التي تتجه إلى الجبل. وليس لها سور من الناحية التي تشرف على السهل ، لأن جلاميد الصخور الموجودة هناك تكفي لحمايتها. وتقع على مسافة اثني عشر ميلا من المدينة السابقة (٣٣٢). وفي المدينة جامع صغير ولكنه جميل جدا ، حفرت حوله قناة تشبه جدولا جاريا ، ويقطن هذه المدينة نبلاء وفرسان. ويشاهد فيها أيضا عدد كبير من التجار الغرباء والمواطنين ، ومن اليهود كذلك ، وبعض هؤلاء تجار وبعضهم الآخر صناع. وتنبع من هذه المدينة عدة عيون وتتجمع مياهها لتؤلف نهيرا يمر تحت هذه المدينة. وتقع عدة بساتين للخضر وللثمار على ضفاف هذا النهر وتنتج عنبا ممتازا وتينا. وتوجد فيها كذلك أشجار جوز باسقة. وتحوي سفوح الجبل أراض مزروعة بأشجار زيتون بديعة جدا. ونساء هذه المدينة لطيفات أكثر منهن جميلات. ويكتسين بإتقان ، وهن مزدانات بأناقة بالحلى الفضية ، وبالخواتم والأطواق وأنواع الزينة الأخرى. وأرض السهل خصبة هي كذلك وتنتج كل أنواع الحبوب. أما أرض الجبل فطيبة لإنتاج الشعير ولرعي الماعز. وكانت هذه المدينة في زمننا معقل الثائر رحمن بن ويعزان (٣٣٣) وظل فيها حتى موته. وقد ذهبت إليها في سنة ٩٢١ ه (٣٣٤) ونزلت في منزل إمام البلدة.
سغمه : جبل في نفس الإقليم
مع أن جبل سغمة يطل على الجنوب فإنه يعتبر من جبال تادلة. ويبدأ من الغرب عند تخوم جبل تازاوين ويمتد نحو الشرق حتى جبل ايمغران الذي ينبع منه نهر أم الربيع. ويتاخم من الجنوب جبال دادس (٣٣٥). ويعتبر سكان هذا الجبل فرعا من قبيلة زناقة ،
__________________
(٣٣٢) يجب أن تكفي هذه التوضيحات لتحديد مكان هذه البليدة بدقة. فسوق الخميس الحالي لعشيرة آيت اياد (ولداياد) هو على مسافة عشرين كيلومتر إلى الشرق من المنطقة التي يجنازها وادي العبيد من مراكش إلى مكناس ، وعلى مسافة كيلومترين جنوبي هذا الطريق وعلى مسافة عشرين كيلومترا شمال غرب آيت عتاب.
(٣٣٣) شخصية مجهولة.
(٣٣٤) وربما كان ذلك في شهر آب (أغسطس) ١٥١٥ في عودته من مراكش إلى فاس مارا بأنيماي ودمنات وجمعة أنتيفه وتادله.
(٣٣٥) إن اسم سغمه مجهول لدينا وربما وجب جعله سغمت ، وهو اسم نهر في المنطقة. والواقع كانت التضاريس الجبلية ـ