شأن المدن الأخرى عند قدوم يوسف إلى تامسنة. ومع هذا لا نزال نشاهد بعض الآثار ، كبعض شقق الأسوار ، ومنارة كانت في وسط الجامع. ولا نزال نرى فيها أيضا بساتين وأماكن الكروم ، وقد بلغت الأشجار درجة من الهرم لا تسمح لها بإعطاء ثمار. ويترك عرب تامسنة أدواتهم الفلاحية قرب هذه المنارة عند ما يفرغون من عمليات الحراثة : ويقولون إن وليا مدفونا هنا ، ولهذا السبب ، لا يجرؤ أحد على أن يأخذ أدوات الآخر ، خوفا من غضب هذا الولي.
وقد مررت من نخيلة مرات لا تحصى لأنها واقعة على الطريق من رباط إلى مراكش.
آدندون
آدندون (٢٥) بليدة مبنية فوق تلال على مسافة خمسة عشر ميلا فوق جبال الأطلس (٢٦) وخمسة وعشرين ميلا عن المدينة السابقة (٢٧). وجميع تلالها صالحة لزراعة الحنطة. وتنبع عين ذات مياه لذيذة قرب سورها. ويوجد حولها الكثير من أشجار النخل الصغيرة التي لا تعطي ثمرا. ويمر ماء العين بين الصخور ويجري في واد يقال بأن فيه مناجم كانت تستغل لاستخراج الحديد ، ويظهر هذا من طعم الماء. ولم يبق من هذه المدينة سوى بعض الآثار الضئيلة كأركان الجدران وبعض الأعمدة المتمددة على الأرض ، وقد تخربت بالفعل أثناء حروب المارقين عن الإسلام كسائر المدن الأخرى.
تغّت
تغت بليدة بناها الأفارقة على ضفة نهر أم الربيع (٢٨) عند ممر طريق تادلة إلى فاس. وكانت هذه البلدة كثيرة السكان. منظمة ، وغنية جدا. إذ كان يوجد بالقرب منها طريق
__________________
(٢٥) آدندون ومعناها أرض صالحة للزراعة ، ولكن هذا الاسم غير مستعمل. والمستعمل كثيرا هو آدندن. وكانت هناك بلدة تدعى دندون في جنوب بلاد زعير. ولم يمكن تشخيص هذا المكان.
(٢٦) ٢٤ كم.
(٢٧) ٤٠ كم.
(٢٨) يصب وادي تغّت في نهر أم الربيع عند بلدة البرج. ومن الممكن أن تكون تغّت قد احتلت موقع البرج ، على مسافة ١٢ كم شمالي خنيفرة.