ظرفه
كانت ظرفة (٤٩) مدينة من تامسنه ، وقد بناها الأفارقة في سهل كبير وفسيح جدا حيث يوجد الكثير من العيون والجداول. ويوجد حول أطلال هذه المدينة الكثير من أشجار التين التي تظهر من بعيد كأنها غابة. وتكثر الأشجار في كل ضواحيها. وهي أشجار القرانيا وأشجار أخرى تدعى ثمرتها في روما «كرز البحر» (٥٠). هذا كما توجد أيضا تلك النباتات الشوكية التي تعطي ثمرة تدعى بالعربية النبق وهي أصغر من الكرز ولها نفس طعم العناب تقريبا (٥١). وتظهر في كل هذه السهول أشجار النخيل البرية (٥٢) التي تعطي ثمرة بحجم حبة الزيتون الأسباني ، ولكن مع نواة كبيرة. وليس طعمها بالمستساغ ، وتشابه تقريبا طعم ثمر الزعرور قبل نضجه.
وقد تهدمت هذه المدينة في أثناء حرب المارقين عن الإسلام (برغواته) ، وحاليا يزرع عرب تامسنه أراضيها ، فيحصلون هناك على محاصيل طيبة تبلغ أحيانا خمسين ضعف ما بذروه.
ولاية فاس
تبدأ ولاية فاس من غرب نهر أبو الرقراق ، وتمتد شرقا حتى نهر إيناون ، وتنتهي شمالا بين هذين النهرين عند نهر سبو ، وتنتهي من الجنوب عند أقدام جبال الأطلس. وهذه الولاية رائعة حقا بسبب وفرة حبوبها وثمارها وماشيتها. وتقوم فوق تلال هذه المنطقة قرى عديدة وكبيرة جدا. والسهول قليلة السكان بسبب الحروب الماضية. ويعيش فيها جماعات من بؤساء العرب في مداشر. وليس لهم هنا أية سلطة. ويزرعون الأرض
__________________
(٤٩) موقع مجهول.
(٥٠) «الكريز» فاكهة بحجم الزيتون الكبير ولونه بين أسود وأحمر ، وطعمه حامض حلو ، ويكثر في بساتين حلب وفي المغرب. ويسمى في المغرب «حب الملول» (المترجم)
(٥١) النبق وهو العناب البري وكان يدعى اللوتوس عند الإغريق ، وهو غذاء قوم يدعون أكلة اللوتوس. والنبات هو العناب البري الذي يدعى علمياZizyphusLotus «وله الأسماء التالية في المملكة العربية السعودية : سدر ، دوم ، عبري ، كنار ، عرج» (المترجم).
(٥٢) أو النخيل القزم أو الدوم ، Chamaerops humilis.