يستلقي على ظهره أو بطنه ثم يقومون بتدليكه ، تارة بنوع من مراهم منشّطة ، وتارة بأدوات خاصة تنزع كل الأدران. ولكن عند ما يجري تغسيل أمير ، يعمد إلى بطحه فوق سجادة من لبّاد ، ويسند رأسه فوق نوع من وسادة خشبية مغطاة هي أيضا بلبّاد. ويوجد في كل حمام عدة حلاقين يدفعون مبلغا معينا للحمّامي كي يحتفظوا عنده بأدواتهم ولكي يمارسوا مهنتهم في حمامه.
ومعظم هذه الحمامات تخص الجوامع والمدارس وتدفع لها إجارات مرتفعة تصل بعضها إلى مائتي دينار ، والآخر مائة وخمسين ، أو أكثر من ذلك أو أقل حسب حجم هذه العقارات.
هذا ولا يجوز لنا أن نغفل عن ذكر عادة الفتيان ، الذين يعملون في هذه الحمامات ، في الاحتفال سنويا حسب الطريقة التالية : يدعو هؤلاء الفتية كل أصدقائهم ويذهبون إلى خارج المدينة ، مصحوبين بالموسيقيين الذين يعزفون بالناي ويقرعون الطبل. ثم يقتلعون بصلة زنبق يضعونها في إناء نحاسي جميل يسترونها بسماط مغسول قبل قليل. ثم يعودون إلى المدينة حيث يقصدون باب الحمام على أصوات العزف. وعندئذ يضعون البصلة في قفة يعلقونها على الباب قائلين : «سيكون هذا سبب ازدهار الحمام إذ سيكثر زبائنه». أما من وجهة نظري ، يبدو لي أن هذا يستحق أن نسميه بالأحرى «أضحية» ، من النوع الذي كان يمارسه قدامى الأفارقة في العصر الذي كانوا فيه وثنيين ، واستمرت هذه العادة حتى أيامنا.
ونجد كذلك بعض أسماء الأعياد التي اعتاد النصارى الاحتفال بها ، والتي لا يزال الناس يعملون بها اليوم ، ولكن لا يدري أحد شيئا عن سبب التمسك بهذه الأعياد. ففي كل مدينة يحتفل ببعض الأعياد والعادات التي خلّفها النصارى ، منذ الزمن الذي كانوا يحكمون فيه افريقيا. وسأشير إليها إذا سنحت لي الفرصة.
الفنادق
تحوي فاس مائتي فندق فخمة البنيان للغاية. فبعضها يكون فسيحا جدا ، مثل التي تقع بجوار الجامع الكبير ، وتتألف كلها من ثلاثة طوابق. ويحوي بعضها مائة وعشرين غرفة ، والبعض أكثر من ذلك. وتتجهز كلها ببرك ماء وبمراحيض مع بالوعاتها