الاقمشة الى موظفي الضريبة (١٥١) كي يبصموها ، ثم يباشروا المناداة امام حوانيت الباعة. ويوجد حوالي ستين مناد ، والرسم هو بيوكشي على كل قطعة جوخ.
وعلى مسافة أبعد من ذلك نجد الخياطين الذين يشغلون ثلاثة أحياء ثم يأتي الحي الذي يعمل فيه العمال الذين يخيطون شريطا للقماش الذي يستخدم عمامة للرأس.
وبعد ذلك حيان آخران يعمل فيهما باعة الاقمشة الكتانية وباعة القمصان والاقمشة النسائية وهنا نجد أغنى تجار فاس لأن مبيعاتهم اكثر من الآخرين مجتمعين.
وفيما وراء ذلك ، وفي حي آخر ، يجري تفصيل ما يوضع على حواشي البرانس وأزرارها المضفورة من زخرف وزينة. ثم يأتي حي تباع فيه ألبسة مصنوعة من قماش صوفي مستورد من أوربا ، والعادة أن ينادى على هذه الألبسة الصوفية في كل أمسية. وأقصد هنا الألبسة المستعملة التي يأتي بها أهل المدينة ويبيعونها بعد أن تصبح رثة بالية أو لأي سبب آخر.
وأخيرا هناك حي يباع فيه أقمشة أخرى مستعملة من قمصان عتيقة كتانية وأغطية ومناشف ... وهلم جرا. وبالقرب من هذا المكان توجد بعض الدكاكين الصغيرة حيث يباع فيها بالمزاد الزرابي وأغطية السرر.
لحة عن إسم الشوارع الملقبة بالقيصريات والمسماة كذلك نسبة إلى قيصر
تدعى كل هذه الشوارع قيصريات ، وهو اسم مشتق من قيصر. وقد كان هذا أكبر ملك في عصره ، في أوربا. وكانت كل مدن الساحل الموريتاني تحت حكم الرومان ، ثم من قبل القوط. وفي كل مدينة من هذه المدن يوجد سوق يحمل اسمه. ويفسره المؤرخون الأفارقة على الصورة التالية : كان الموظفون الرومان والقوط يعمدون إلى بعثرة الفنادق والمخازن في المدينة ، هنا وهنالك ، حيث كانوا يخزنون فيها ما يجبونه من المدينة من ضرائب وعوائد. وكانت تتعرض هذه المخازن إلى النهب على أيدي السكان المحليين. وهكذا خطر ببال الامبراطور أن يقيم في داخل كل مدينة نوعا من مدينة صغيرة يجتمع فيها التجار ، الذين هم على قدر معين من الأهمية ، إلى جانب بضائعهم. ويقوم بجانبهم موظفو الجباية بتخزين كل ما جبوه. وبذلك يكونون على يقين من أن أهل المدينة إذا ما
__________________
(١٥١) أي الرسوم التجارية.