وسكان فاس ، وأقصد بذلك النبلاء ، هم أناس محترمون حقا : ففي الشتاء يتسربلون بثياب من جوخ أوربية المنشأ. ويتألف لباسهم من سترة (١٦٥) ضيقة ملتصقة بالجسم ، لها نصف أكمام ، تمرر من فوق القميص ويلبسون فوق تلك السترة ثوبا عريضا مخاطا من الأمام ، يضعون البرنس فوقه. ويضعون على رءوسهم قلنسوة كالتي يلبسها بعض الناس في إيطاليا في الليل ، ولكن بدون ما يغطي الأذنين. ويلفون فوق تلك القلنسوة عمامة من قماش تطوى مرتين حول الجمجمة وتمر من تحت اللحية. ولا يلبسون جوارب في أقدامهم ولا يضعون غطاء فوق الحذاء ، بل يلبسون سروالا من الكتان. ويضعون في أقدامهم خفا عندما يمتطون جيادهم شتاء. أما عامة الشعب فيلبسون سترة وبرنسا ، ولكن بدون الثوب الذي تكلمنا عنه ولا يضعون فوق رءوسهم سوى تلك القلنسوة العديمة القيمة.
ومن عادة العلماء والأشراف المتقدمين في السن لبس سترات عريضة الأكمام ، كأشراف البندقية الذين يشغلون أسمى المناصب. وأخيرا فإن عامة الشعب الفقراء تكتسي بقماش أبيض ، منسوج من صوف بلدي خشن وبرانسهم من نفس القماش.
وللنساء هندام حسن جدا ، ولكن لا يلبسن في الطقس الحار سوى قميص يطوقنه بزنار قبيح نوعا ما. ويلبسن في الشتاء ثيابا عريضة الأكمام ، مخاطة من الأمام كأثواب الرجال. ويلبسن ، عندما يخرجن من بيوتهن ، سراويل طويلة جدا تغطي كل أرجلهن وخمارا من طراز نساء بلاد الشام يغطي الرأس وسائر الجسم. ويتغطّى الوجه بقطعة قماش كتاني بحيث لا يبقى منه مكشوفا سوى العينين. ويضعن في آذانهن حلقات ذهبية كبيرة مرصعة بحجارة كريمة بديعة جدا. ويضعن أساور ذهبية في معاصمهن ، يمكن أن تزن مائة دينار (١٦٦). أما النساء من غير النبلاء فيلبسن أساور من فضة ويضعن مثلها في أرجلهن.
العادات المتعلقة بالغذاء
من عادة سواد الشعب ، فيما يتعلق بغذائهم ، تناول اللحم الطازج مرتين في
__________________
(١٦٥) «أو جاكيت أو كوت» (المترجم).
(١٦٦) مائة مثقال أو ٣٥٠ جراما تقريبا.