العادات المتبعة في الزيجات
تلاحظ العادات التالية في الزواج : فعندما يرغب رجل ما في الاقتران بامرأة ، وبعد موافقة أبيها على تزويجها ، يدعو أبو الخاطب ـ إذا كان على قيد الحياة ـ أصدقاءه للاجتماع في المسجد ويصطحب معه كاتبا عدل يقومان بتسجيل العقد ويحددان شروط المهور بحضور الخاطب والمخطوبة. ويقدم أبناء المدن من متوسطي الحال ، ثلاثين دينارا نقدا ، وأمة سوداء قيمتها خمسة عشرة دينارا ، وقطعة قماش من نسيج الحرير والكتان ذات ألوان عدة متصالبة ، ومناديل صغيرة تلبس على الرأس. وتقضي العادة أيضا أن يقدم زوجا من أحذية مطرزة بصورة جميلة ، وزوجين من القباقيب المطرزة أيضا ، وقماشا مطرزا بديعا ، وبعض الحلى الفضية ، وبعض الأشياء الأخرى كالأمشاط والعطور والمراوح الظريفة. وعندما يتم تسجيل العقد حسب رغبة الطرفين يدعو الخاطب كل الحضور لتناول الغداء معه فيقدم لهم الزلابية واللحم المشوي والعسل. أما والد المخطوبة فيدعو أصدقاءه لوليمة. وإذا أراد الأب أن يقدم لابنته بعض الثياب الجميلة ، فيستطيع أن يفعل ذلك تلطفا منه ، إذ لا يلتزم بالقيام بدفع أي مصروف سوى النقود التي يدفعها للزوج (؟) ، ولكن من المعيب ألا يضيف شيئا إلى هذا المبلغ. وفي الوقت الحاضر ينفق الأب أو الذي يرغب في الزواج ، بالإضافة إلى المهر وهو ثلاثون دينارا ، ينفق عادة ما بين مائتي إلى ثلاثمائة دينار لكسوة الزوجة وأدوات بيت الزوجية. ولكنه لا يقدم أي عقار أو كروم أو عقارا مزروعا. وتقضي العادة أن تقدم هدية مؤلفة من ثلاثة أثواب من جوخ رفيع وثلاثة أثواب حريرية ، أو من التفتا ، أو من المخمل ، أو من الدمشقي ، عدا بضعة قمصان وبضعة ملاءات سرير مطرزة وموشاة الحواشي بالحرير ، ومخدات كبيرة مطرزة ووسائد. كما تقضي العادة أن يقدم ثماني «مراتب» منها أربع للزينة توضع فوق الخزائن في كل ركن من أركان الغرفة ، وأربعة أغطية من نسيح صوفي خشن تستخدم للنوم ، بالإضافة إلى فراشين مبطنين بالجلد يستخدمان لتزيين الغرفة. كما يقدم أيضا سجادة طويلة من الصوف طولها عشرون ذراعا (١٧٠) ، وثلاثة لحف (جمع لحاف) لأحدها وجه من جوخ والآخر من كتان ، ومحشو بالصوف بين الوجهين. وعند مد الفراش للنوم يطوى هذا اللحاف إلى قسمين بحيث يكون قسم منه بالأسفل والآخر بالأعلى ، لأن طوله يقل
__________________
(١٧٠) أي ١٢ م.