للصياد مكافأة ورجاه بأن يحيط هذه القصور والبيوت بسور ، وسيكون هذا شاهدا آخر من جانبه ، على كرمه ولطفه. وقد تم كل ذلك ، وأصبح الصياد أميرا على المدينة الصغيرة الجديدة ، والتي راحت تنمو يوما بعد يوم حتى غدت في قليل من الوقت ، بسبب خصوبة المنطقة ، مدينة تضم أربعمائة أسرة. وكان من عادة الملك أن يمضي كل الصيف في هذه الأنحاء ، وكان هذا أيضا سببا في ازدهار المدينة.
ويمر من جوار السور نهر لقّس الذي يفيض أحيانا حتى ليتدفق الماء من باب المدينة. وفي هذا القصر عدد كبير من الصناع والباعة. كما يضم عدة جوامع ومدرسة ومارستانات. وليس في البلدة عين ولا آبار ولكن تستخدم هنا الصهاريج. وأهلها كرماء ولكنهم أقرب للبساطة في النفس. وهندامهم جيد ويكتسون عادة بقطع كبيرة من قماش القطن التي تشبه ملاءة السرير ، ويلفونها حول أجسامهم.
وتنتشر في خارج القصر مزارع كثيرة من الأشجار المثمرة ، وأرض بها أنواع من الفواكه الممتازة. ولكن للعنب أحيانا طعم رديء بسبب رطوبة الأرض. ويعقد في يوم الأثنين ، في الفلاة ، سوق يقصده عرب المناطق المجاورة. ومن عادة أهل المدينة أن يذهبوا في شهر أيار (مايو) لاصطياد الطيور بالفخ في أطراف المدينة ، ويصطادون بذلك كميات كبيرة من اليمام. وأراضي المنطقة خصيبة ويكون محصولها في أغلب الأوقات ثلاثين ضعفا لما وضع فيها من بذور. ولكن الأهلين لا يستطيعون أن يزرعوا سوى نطاق يقارب ستة أميال (٢٨٨) لأن البرتغاليين الذين يستوطنون أصيلا ينكدون عليهم معيشتهم ، إذ أن المدينتين لا تبعد إحداهما عن الأخرى بأكثر من ثمانية عشر ميلا (٢٨٩). ويعاني قائد القصر الكثير من المتاعب بسبب البرتغاليين ، وتحت تصرفه ثلاثمائة فارس ، ويقوم في كثير من الأحيان مع هؤلاء بغارات تصل حتى أبواب أصيلا.
منطقة الهبط
تبدأ هذه المنطقة من جنوبي نهر الورغة ، وتنتهي شمالا على المحيط ، وتتاخم من الغرب مستنقعات أزغار (٢٩٠) ، ومن الشرق الجبال التي تطل على مضيق أعمدة
__________________
(٢٨٨) ١٠ كم.
(٢٨٩) ٢٩ كم.
(٢٩٠) أي مستنقعات نهر لقّس.