آلاف دينار ، ولكن على المنتفع أن يتعهد لملك فاس بتقديم أربعمائة فارس مهيئين للدفاع عن البلاد ، لأن البرتغاليين يقومون ضدها بغارات كثيرة ويتوغلون حتى مسافة أربعين أو خمسين ميلا في الداخل.
وآزجن مدينة جيدة الحكم وآمنة ، تحوي صناعا لكل الأشياء الضرورية. وهي جميلة كثيرا وفيها العديد من العيون. والسكان أغنياء لكن القليل منهم هم الذين يكتسون مثل أبناء المدن. ولهم امتياز منحهم إياه الملوك القدامى وهو الترخيص لهم جميعا بشرب النبيذ ، لأن النبيذ محرم في شرع محمد ، ولا يوجد فيها شخص لا يعاقره.
بني توده (٣٠١)
وهي مدينة قديمة جدا بناها الأفارقة في سهل غاية في جماله على نهر الورغة على مسافة خمسة وأربعين ميلا (٣٠٢) من فاس. وكان فيها فيما سبق من الزمن ثمانية آلاف عائلة ، ولكنها تخربت كليا ، باستثناء أسوارها ، في حرب خلفاء القيروان (٣٠٣). وقد ذهبت إليها ورأيت كثيرا من قبور الأشراف وبعض قساطل الماء المبنية بالحجر ، وكانت فعلا رائعة. وتقع بالقرب من جبال غمارة التي تبعد عنها بحوالي أربعة أميال (٣٠٤) وتعتبر أراضيها خصبة جدا ومنتجة للغاية.
آمرغو
تقع آمرغو على قمة جبل على مسافة عشرة أميال من البلدة السالفة الذكر.
ويقال إن الرومان هم الذين بنوها. والواقع توجد هنا بعض الجدران القديمة التي
__________________
(٣٠١) هي اليوم «فاس البالي».
(٣٠٢) ٦٠ كم.
(٣٠٣) تحمل أطلال بني توده اليوم اسم فاس البالي وليس لهذه التسمية سبب معقول. ويقول لنا أول مؤلف أورد ذكر بني تودة أنه في عام ١١٢٠ م سكنها سلطان الغرب ، وربما كان حاكم المنطقة المرابطي. والإدريسي الذي ألف كتابه حوالي العام ١١٥٠ م يؤكد أن المدينة بنيت من قبل أمير بناء على أمر تلقاه من الأمير المرابطي ، كي تؤلف حاجزا أمام غارات قطاع الطرق من قبيلة غمارة ويذكر أنها كانت أول مدينة خربها الموحدون. ويبدو أنها اجتثت تماما في حدود العام ١١٤٢ م عند مرور عبد المؤمن بها ، في وقت كانت فيه مزدهرة.
(٣٠٤) ٥ ، ٦ كم.