سبعة أعوام (٣٣٦) ، تعلم في أثنائها اللغة البرتغالية بشكل جيد. وأخيرا تمكن والده من افتدائه مقابل مبلغ كبير. ونظرا لإقامته في البرتغال مدة طويلة سميّ محمد البرتغالي عندما تسلّم زمام سلطة الملك. وقد حاول في كثير من المرات أن يثأر من البرتغاليين محاولا استرداد ارزيلا.
ففي المرة الأولى اقتحم (٣٣٧) المدينة مع كل جيشه (٣٣٨) فدمر قسما كبيرا من أسوارها ، وأطلق سراح كل العبيد المسلمين الموجودين فيها ، ولكن البرتغاليين لاذوا بالحصن وظلوا فيه مدة يومين إلى أن ظهر في نهايتهما بغتة بيارا نافار ومع بضع سفن حربية ، واستعان بمدفعيته التي لم تقسر الملك على مغادرة المدينة مرغما فحسب ، بل اضطرته كذلك إلى الانسحاب مع جيشة ، وحينئذ أخذ البرتغاليون يحصنونها.
وجاء بعد ذلك ملك فاس مرتين أو ثلاثة مرات (٣٣٩) ليحاصر أصيلا مع جيوشه. ولكن اعتبره الناس مجنونا لتماديه في هذا المشروع ، إذ لم يكن من المستطاع احتلال هذه المدينة بقوة السلاح.
وقد كنت حاضرا في كل مرة حاول فيها الملك مهاجة ارزيلا ، وبتقديري أننا تركنا في كل مرة حوالي خمسمائة قتيل أو أكثر. وقد حدثت هذه الحروب بين ٩١٤ و ٩٢١ للهجرة (٣٤٠)
طنجة
ويدعوها البرتغاليون طنجر. وقد أسست هذه المدينة في العصور القديمة. واستنادا إلى رأي خاطيء لدى بعض المؤرخين ، فإن هذه المدينة من بناء ملك اسمه شدّاد بن عاد ، الذي كانت له السيادة على العالم قاطبة ، وأنه أراد أن يبني مدينة شبيهة بالفردوس الأرضي. وعلى هذا يقال أنه بني سورها من البرونز وجعل سقوف بيوتها من
__________________
(٣٣٦) أي في عام ٨٨٣ ه / ١٤٧٨ م ، وهناك مصدر آخر يقول أنه بقي في الأسر ١٢ سنة ، حتى عام ٨٨٨ ه / ١٤٨٣ م.
(٣٣٧) في ١٩ تشرين الأول (اكتوبر) ١٥٠٨ م.
(٣٣٨) أي ٢٠٠٠ فارس و ١٢٠٠٠ من المشاة.
(٣٣٩) ولا سيما في ١٥١١ و ١٥١٢ م.
(٣٤٠) أي بين ١٥٠٩ و ١٥١٥ م.