الأشراف ظلموا السكان الذين اضطروا إلى الهجرة منه بعد سقوط أصيلا بيد البرتغاليين (٣٨٢). ولم يبق سوى بضعة مداشر فوق المرتفعات في حين ظلت بقية الجبل مهجورة. وكان ريع الجبل يرتفع عادة الى ثلاثة آلاف دينار ، كان تدفع لقائد القصر الكبير.
جبل حبيب
يضم هذا الجبل ما بين ستة وسبعة قصور ويقطنه أناس ممتازون كرام. وذلك أنه على أثر سقوط طنجة بأيدي البرتغاليين (٣٨٣) جاء الكثيرون من أبناء هذه المدينة المتحضرين واستقروا فيه لأنه كان على مسافة خمسة وعشرين ميلا (٣٨٤) من المدينة المذكورة. ولكن الوضع في هذه المنطقة وضع مهدد ومضطرب في جملته ويسير دائما من سيء إلى أسوأ ، نظرا لأن القائد الذي يحمي هذه المنظقة (٣٨٥) يقيم على مسافة ثلاثين ميلا (٣٨٦) منها بحيث يعجز عن نجدة السكان في الوقت المناسب في كل مرة يقوم فيها البرتغاليون بشن غارات يدمرون خلالها كل ما يستطيعون تدميره.
بني حسن
جبل بني حسن عال جدا (٣٨٧) ، وهو عسير المنال بالنسبة للعدو ، إذ فضلا عن طبيعة أرضه يتميز رجاله بشدة بأسهم وجرأتهم الكبيرة. وهؤلاء الناس لم يستطيعون احتمال ظلم أبناء بلدتهم ، الذين كانوا يقضون بقوة السلاح على عزة نفوسهم ويحولون عددا منهم إلى أوضاع بائسة. ولهذا قام شاب من هؤلاء الأشراف ، وكان حانقا لأنه أصبح من رعايا تابعيه القدامى وامتلأ صدره حقدا عليهم ، فقصد غرناطة حيث انخرط لفترة من الزمن مرتزقا في خدمة النصارى ، إلى أن أصبح محاربا مجرّبا ، وعاد بعدئذ ليستقر في أحد
__________________
(٣٨٢) عام ١٤٧١ م.
(٣٨٣) في عام ١٤٧١ م.
(٣٨٤) ٤٠ كم.
(٣٨٥) أي قائد مدينة القصر الكبير.
(٣٨٦) ٤٨ كم.
(٣٨٧) لا زال بنو حسن في مكانهم بين تطوان وشفشاون وأعلى قمة في هذه المنطقة الجبلية تبلغ ١٨٠٠ م.