هذه الجبال الذي التجأ إليه أقرانه. فجمع عددا لا بأس به من الفرسان ودافع عن الجبل ضد صولة البرتغاليين. ولهذا أمدّه الملك بخمسين رجلا من راشقي السهام لما رأى فعالية هذا الرجل البطولية وراح يحارب بهم أهل الجبل وطرد منه أعداءه. ولكنه استولى على ريع الجبل الذي كان يخص الملك ، وهنا استشاط هذا عليه غضبا وجرد عليه حملة على رأس جيوش عديدة. ولكن صاحبنا ندم على خطئه ، وعفا عنه الملك وأقرّه في حكم شفشاون وكورتها (٣٨٨). وهكذا أصبح أميرها الشرعي. وكان من نسل محمد صلّى الله عليه وسلّم ومن سلالة إدريس مؤسس فاس. ويعرفه البرتغاليون جيدا ويحترمونه ويسمونه باسمه وباسم أسرته ، وهو علي بن راس (٣٨٩).
جبل عنجرة
يقع هذا الجبل على مسافة ثمانية أميال (٣٩٠) تقريبا من القصر الصغير. ويمتد على مسافة عشرة أميال (٣٩١) طولا وعلى مسافة ثلاثة أميال عرضا (٣٩٢). وفيه أراض زراعية طيبة لأن أهل هذه البلاد جرّدوا الأرض من الأشجار لصنع القوارب في القصر الكبير حيث كانت تقوم دار صناعة. وكان من عادتهم زراعة الكتان وكانوا حاكة أو بحارة. ولكن بعد أن سقطت مدينة القصر الكبير بأيدي البرتغاليين (٣٩٣) هجر هؤلاء السكان جبالهم. ومع هذا لا زالت هناك بيوتهم وأملاكهم في نفس الحالة التي كانت عليها عندما كانت مأهولة ومزروعة.
__________________
(٣٨٨) نشأت شفشاون في أواخر سني القرن الخامس عشر على يد سلف هذا الشخص وإبن عمه وهو الذي ثابر على عملية بنائها.
(٣٨٩) أطلق البرتغاليون اسم «برّاشة» على الشريف أبي الحسن علي بن موسى بن الرشيد ، الذي يلفظ برشيد في اللهجة الدارجة في المغرب.
(٣٩٠) ١٣ كم.
(٣٩١) ١٦ كم.
(٣٩٢) ٥ كم.
(٣٩٣) من شهر تشرين الأول (اكتوبر) ١٤٥٨ م.