شر ممزق فبعضهم قتل بشكل تعيس ، في حين سقط بعضهم في الأسر ، وعاد الباقون إلى فاس جرحى ، واحتفظ النصارى بالجزيرة إلى أن أرسل ملك فاس بعد أحد عشر عاما جيشا من جديد. فسقطت الجزيرة بأيدي المسلمين بفضل خيانة جندي أسباني قتل قائده الذي زنى بزوجته. فقتلوا كل النصارى الموجودين فيها باستثناء الجندي المتعاون مع المسلمين وزوجته اللذين أكرمهما أمير بادس وملك فاس ودفعها لهما مبلغا طيبا. وحدث هذا عام ١٥٢٠ من التاريخ الميلادي (٤١٤). وقد سمعت هذه القصة في نابولي من أناس كانوا موجودين عند سقوط الجزيرة. ولكن عندما احتل النصارى الجزيرة كنت حينئذ في فاس (٤١٥). ويحتفظ أمير بادس بهذه الجزيرة اليوم مع أكبر يقظة ويساعده في ذلك ملك فاس ، إذ يقع هنا أقرب ميناء إلى فاس على البحر المتوسط ، رغم وجود مسافة قدرها مائة وعشرون ميلا (٤١٦) بين بادس وفاس.
ومن عادة سفن البندقية أن تقصد بادس مرتين في العام مع بضائعها. ويزاول البنادقة التجارة هنا بالمقايضة أو بالبيع النقدي. وبالاضافة الى ذلك ينقلون البضائع وحتى الركاب المسلمين أنفسهم من هذا الميناء إلى تونس وأحيانا إلى البندقية أو حتى الاسكندرية وبيروت.
إيلليش
ايلليش مدينة صغيرة على ساحل البحر المتوسط ، على مسافة أربعة أميال (٤١٧) من بادس. ولها ميناء طيب ، ولكن صغير ، تلتجىء إليه السفن الضخمة القادمة إلى بادس عندما يكون البحر هائجا. وتظهر بجوار المدينة بضعة جبال مغطاة بأحراش كبيرة من شجر الصنوبر. وفي أيامنا كانت هذه المدينة مهجورة بسبب القراصنة الأسبان. ولا يرى فيها سوى بعض أكواخ الصيادين ، وهم دائما في حالة تأهب بمجرد
__________________
(٤١٤) تدل هذه الفقرة على مدى أهتمام الحسن الوزان بشؤون وطنه ومسلمي المغرب حتى بعد سقوطه بالأسر فكان يتابع أوضاعهم عن كثب وهو في ايطاليا (المترجم).
(٤١٥) لا يتكلم تامبورال (شيفرج ٢ ص ٢٧٥) عن وجود الحسن في فاس في تلك الفترة.
(٤١٦) ٢٠٠ كم.
(٤١٧) ٥ ، ٦ كم إلى الغرب.