قرطبة حيث ظل حتى وفاته (٤٢٦). وتبدو المزمة حاليا مهدمة ، ولكن أسوارها سليمة تماما. وآخر مرّة تخربت فيها كانت في سنة ٨٧٢ هجرية (٤٢٧).
جبل بني جرير
سنتكلم الآن عن بعض جبال الريف ، فجبل بني جرير يسكنه فخذ من غمارة وهو مجاور لبلدة ترغة (٤٢٨). ويمتد على طول مقداره عشرة أميال وعلى عرض أربعة أميال (٤٢٩) تقريبا. وتظهر فيه أحراش كثيرة ، ومزارع الكرمة والزيتون. وسكانه غاية في الفقر ويلبسون الأسمال الحقيرة ، وليس لديهم سوى القليل من الماشية ويصنعون الكثير من الخمر والدبس المطبوخ. ولا ينبت الشعير إلا بكميات زهيدة في هذه المنطقة.
جبل بني منصور
يمتد هذا الجبل على مسافة خمسة عشر ميلا بعرض مقداره أربعة أميال (٤٣٠) ، وفيه تكثر الغابات والعيون. وسكانه أناس أولو بأس ، ولكنهم فقراء لأن جبلهم لا ينتج شيئا سوى العنب. غير أن لديهم مع هذا بعض الماعز. ويقيمون مرة في الأسبوع سوقا ، ولكن لم أجد فيه سوى البصل والثوم والزبيب والسردين المملح والشيء الزهيد من الشعير والذرة البيضاء التي يصنعون منها خبزهم ، وهو بجوار البحر تحت سلطة أمير بادس (٤٣١).
__________________
(٤٢٦) في الحقيقة لقد اضطر الخليفة الفاطمي عبيد الله سنة ٣١٧ ه / ٩٢٩ م أن يعيد فتح بلاد البربر الغربية بواسطة حليفه أمير قبائل مكفاسة ، وهو حاكم تازه وجرسيف ، واسمه موسى بن أبي العافية ، وقد خربت مدينة النكور حينئذ تماما ، ويبدو أنه بعد تدمير هذه المدنة تدميرا كليا أصبحت المزمّة عاصمة هذه الإمارة.
(٤٢٧) أو عام ٨٩٢ ه. ولا نزال نجهل الأحداث التي أدت لخراب المزمّة سواء في عام ١٤٦٧ ـ ١٤٦٨ م أو في ١٤٨٧ م.
(٤٢٨) لا تزال قبيلة غمارة بني جرير موجودة حيث هي في جوار بلدة ترغة.
(٤٢٩) أي ١٦ كم في ٥ ، ٦ كم.
(٤٣٠) أي ٢٤ كم في ٥ ، ٦ كم.
(٤٣١) يبدو ان بني منصور قد ابتعدوا فيما بعد عن البحر مصعدين في وادي المطر.