بني يوسف (٤٣٧)
لهذا الجبل طول مقداره اثنا عشر ميلا مقابل ثمانية أميال تقريبا عرضا (٤٣٨). وأهله فقراء وأكثر رداءة في لباسهم من الآخرين إذ لا ينبت شيء طيب في جبلهم عدا كمية زهيدة من الذرة البيضاء. ويمزجون هذه الذرة مع بذور العنب ويعملون منها دقيقا ويعملون من هذا الدقيق خبزا أسود اللون كريه المذاق مزعج المنظر. ويأكلون عادة الكثير من البصل وينابيعهم عكرة المياه. غير أنهم يملكون كمية كبيرة من الماعز يعتبر حليبها بالنسبة لهم غذاء ثمينا.
جبل بني زرويل
أرض هذا الجبل خصيبة جدا يزرع فيها الكرم والزيتون وطائفة أخرى من أشجار الفاكهة. ويخضع سكانه الفقراء لأمير شيشاون الذي يثقل كاهلهم بضرائب باهظة ، يعجز هؤلاء البؤساء عن الحصول عليها مما يدره عليهم ما يصنعونه ويصدرونه من نبيذ. ويقيمون مرة في كل أسبوع سوقا يعرض فيه التين المجفف والزبيب والزيت. ومن عادتهم ذبح كثير من تيوسهم ومن عنزاتهم الهرمة التي لا تصلح للتوالد (٤٣٩).
جبل بني رزين
يكاد يكون هذا الجبل ملاصقا للبحر المتوسط في ضواحي ترغة. ويعيش سكانه في رخاء وأمان لأن جبلهم موائم للدفاع وخصيب. ولا يدفعون أية ضريبة ، ويجنون القمح والزيتون ولديهم الكثير من الكروم. وأرضهم طيبة ولا سيما على سفوح الجبل. وتقوم نساء هذه المنطقة بحراسة الماعز وبزارعة الأرض (٤٤٠).
__________________
(٤٣٧) لا يبدو أن المقصود بهم ، كما افترض البعض بني إيسف ، وهي قبيلة من زمرة الجبالة المقيمة في شمال بني زكار ، بل هم بنو يويسف الذين انصهروا من قبائل الخماس.
(٤٣٨) ٢٠ كم / في الطول و ١٣ كم في العرض.
(٤٣٩) لا يزال بنو زرويل المقيمون على الضفة اليمنى لأعالي نهر لقس يقيمون سوق الأحد على ضفة النهر.
(٤٤٠) من المحقق أن المؤلف ارتكب هنا خطأ ، لأن بني رزين هم في جنوب تاغسّة ويفصلهم عن البحر بنو جرير ، وهذه قبيلة من النجارين في بلاد تكثر فيها الغابات قبل كل شيء.