جبل شيشاون
هذا الجبل أكثر كل جبال افريقيا بهجة. فنجد فيه مدينة صغيرة مليئة بالصناع وبالتجار. ويقيم فيها أمير له القيادة على عدة قبائل في هذه الجبال ، وبدأ ازدهار هذه البلاد في عهده. وقد تمرد على ملك فاس. وكان يدعى سيدي برّشيد. كما شن حربا لا هوادة فيها على البرتغاليين. ولا يدفع سكان هذه المدينة ولا سكان هذا الجبل أية ضريبة للأمير لأن معظمهم من الجنود بين مشاة وخيّالة. ولا ينبت هنا سوى القمح الى جانب الكثير من الكتان. وتوجد هنا غابات كثيرة وعدد لا يحصى من العيون. وسكان هذه المنطقة يتميزون بحسن هندامهم.
بني جبارة
هذا الجبل وعر جدا وشديد الارتفاع (٤٤١) وتمر بعض الجداول من حضيضه الذي يتغطّى بالكروم وبأشجار التين ، ولكن لا يوجد فيه القمح ، وسكانه ذو وهندام رديء. ولديهم الكثير من الماعز وبعض الثيران الصغيرة التي تشبه في قامتها عجولا عمرها ستة أشهر. ويقام هنا سوق أسبوعي ، ولكنه يكاد يكون بدون بضائع ، ومع هذا يقصده تجار من فاس وبغّالة ينقلون منه الثمار إلى فاس. وقد كان هذا الجبل إقطاعية لأحد أقارب الملك. ويقدم ريعا مقداره الفا دينار في العام (٤٤٢).
جبل بني يرزو
كان هذا الجبل كثيف السكان. وكانت فيه مدرسة لطلبة الفقه. ولهذا كان سكانه معفيين من الضرائب ، ولكن جاء طاغية استعان بالملك واستأثر به بعد أن خربه بما في ذلك المدرسة التي عثر فيها على أربعة آلاف دينار. وقد أعدم هذا الطاغية رجالا محترمين جدا. وحدث هذا عام ٩١٨ للهجرة (٤٤٣).
__________________
(٤٤١) يبلغ ارتفاع جبل سوغنه ، في بلاد بني جبارة ، ١٦١٤ م.
(٤٤٢) بنو جبارة هم اليوم إحدى قبائل حلف الخماس إلى الشمال من بني زرويل وجنوب شرق شيشاون.
(٤٤٣) أي بين ٩ / ٣ / ١٥١٢ و ٨ / ٢ / ١٥١٣. وتشير النصوص القديمة إلى ان بني يرز وشكلّوا جزءا من الخماس. وربما كان هذا الحادث متناسقا مع تدخل السلطان ، على أثر جولة للشرطة عام ١٥١٢ ، في قضايا زاوية الشيخ الغزاوي ، وهو شخصية دينية وسياسية هامة جدا. ولكن هذه الزاوية كانت في بلاد بني زكار. ويعطي النص تسلسلا للأحداث يختلف تماما عن الملخص الوارد أعلاه.