جبل آيشتوم
آيشتوم جبل عال جدا شديد البرد. به ينابيع عديدة وكروم ذات عنب أسود ، وتين ممتاز غاية في جودته ، وسفرجل مدهش في حجمه ورونقه وعطره ، وليمون ، ولكن أشجار الليمون توجد في السهول في سفح الجبل. وفي هذا الجبل أيضا الكثير من أشجار الزيتون (٤٥٢) التي تعطي كمية كبيرة من الزيت ، وسكانه معفون من أية ضريبة ولكنهم يقدمون في كل سنة ، باختيار منهم ، هدايا جميلة وثمينة لملك فاس (٤٥٣). ومن أجل ذلك يستطيعون الذهاب إلى فاس في كل أمان لشراء القمح منها والصوف ونسيج الكتان. وهم يلبسون لباس الأشراف ولا سيما أهل القرية الرئيسية حيث يقيم أكثر الصناع والتجار والأعيان (٤٥٤).
جبل بني ايدر
هذا الجبل كبير جدا ومأهول بالسكان ، ولكنه لا ينتج سوى العنب الأسود الذي يصنع منه الزبيب والخمر. وكان سكانه معفين من الضرائب ولكنهم مع ذلك كانوا يغتالون الغرباء ويسلبونهم بسبب بؤسهم. ولهذا السبب أخضعهم أمير بادس بالأستعانة بقوات ملك فاس ، وسلبهم حريتهم. وفي هذا الجبل نحو خمسين قرية. ولكن غلتها لا تكاد تساوي في مجموعها أربعمائة دينار في العام (٤٥٥).
__________________
(٤٥٢) «يطلق العرب في المغرب كلمة الزياتين على مزارع الزيتون الواسعة» (المترجم).
(٤٥٣) وكان يطلق عليها اسم «الهدية» ولم تكن إجبارية في ذلك العصر.
(٤٥٤) آيشتوم وهو اسم تحمله بعض قرى شمالي المملكة المغربية. وهناك قرية لها نفس الأسم في بلاد قبيلة المتيوه على الضفة اليمنى لنهر الورغة قرب واد جزار. ومن المحتمل أن هذه القرية هي المقصودة وأن الكتلة الجبلية المقصودة هي جبل متيوه الذي يرتفع لأكثر من ١٨٠٠ م.
(٤٥٥) يسكن بنو ايدر في أيامنا بضع قرى صغيرة في منطقة بني زروال الواقعة قرب مقرن وادي آودور ووادي تسرافت على سفوح جبل صغير لا يزال يحمل اليوم إسم بني ايدر.