جبل لوكاي
هو جبل عسير المرتقى نظرا لشدة ارتفاعه (٤٥٦) ، وسكانه أغنياء جدا لأن الجبل ينتج كمية من العنب التي يصنع منها الزبيب ، كما ينتج التين واللوز والزيتون والسفرجل والليمون. ونظرا لوقوع هذا الجبل على مسافة خمس وثلاثين ميلا من فاس (٤٥٧) فإن أهله يبيعون كل ثمارهم في المدينة المذكورة.
ويعيش فيه أعيان وفرسان متغطرسون بصورة تتجاوز الحدود ، حتى انهم لم يقبلوا قط أن يدفعوا أية إتاوة. وهم متمتعون بالفعل بحماية الجبل. ويرحبون بجميع من يفد إليهم من المنفيين من فاس ويستقبلونهم بحفاوة ، وذلك باستثناء الزناة ، لأن الناس هنا غيورون ولا يرغبون في وجودهم بينهم. ويحتمل الملك وجودهم بسبب الفائدة الجزيلة التي يقدمها هذا الجبل لمدينة فاس.
بني زروال
يمتد هذا الجبل بطول ثلاثين ميلا وعلى عرض يقارب خمسة عشر ميلا (٤٥٨). ويتشعب إلى ثلاثة جبال فرعية أخرى. وبين هذه الجبال وبين الجبلين اللذين تكلمنا عنهما (٤٥٩) تجري أنهار صغيرة. وأهل هذه البلاد شجعان وجسورون ، ولكنهم ينوءون تحت وطأة ضرائب يدفعونها لقائد ملك فاس ، فهم يدفعون له سنويا ثمانية عشر الفا من الدنانير.
وهذا الجبل خصيب جدا وينتج الأعناب والزيتون والتين والكتان. وتصنع فيه كمية كبيرة من الخمر ، ومن الدبس المطبوخ ، ومن الزيت ومن نسيج الكتان الخشن.
__________________
(٤٥٦) كان لقبيلة لوكّاي دور تاريخي على قدر لا بأس به من الأهمية. ويشرف جبلها على مقرن الورغة مع وادي تشريس. وتحمل صنهاجة لوكاي في أيامنا اسم صنهاجة مصباح. وقمة الجبل وحدها هي التي ترتفع على شكل مخروط إلى ١٦٢٩ م في حين أن الوادي يقع على ارتفاع ٣٠٠ م وقد احتفظ باسم لوكاي ويرسمه خطأ علماء الخرائط في أيامنا «الكيل».
(٤٥٧) صوابه ٦٥ ميلا أي ١٠٤ كم وهي مسافة صحيحة تقريبا.
(٤٥٨) ١٨ كم و ٢٤ كم.
(٤٥٩) أي بني ايدر غربا ولو كاي شرقا.