على سفوحه أراض طيبة تكثر فيها الماشية ، ولكن لا يوجد فيها سوى القليل من الماء. وجميع السكان ميسورون. ويذهبون إلى فاس في اليوم الذي ينعقد فيه السوق ويبيعون فيها منتجاتهم بربح كبير. ولا ينبت في هذا الجبل شيء غير ضروري لحياة الانسان. ويبعد مسافة عشرة أميال (٤٦٧) عن فاس (٤٦٨).
غارت
المنطقة السادسة من مملكة فاس
لقد وصفنا منطقة الريف ، ومدنها ، وأكثر جبالها شهرة. وسنتابع بحثنا في غارت ، وهي سادس منطقة ، أو بشكل أصح ، سادس إقليم من مملكة فاس.
وتبدأ من نهر ميلولو (٤٦٩) غربا وتنتهي عند نهر الملوية شرقا. وتنتهي جنوبا عند جبال واقعة على تخوم بعض صحارى نوميديا. وتحاذي البحر المتوسط من الشمال ابتداء من نهر النكور حتى الملوية. وتمتد جنوبا من نهر مللولو (٤٧٠) حتى جوار جبال الحوز (٤٧١) في اتجاه الغرب حيث يهبط تخمها باتجاه البحر سالكا وادي النكور.
ويبلغ طول المنطقة حوالي خمسين ميلا مع عرض يقارب أربعين ميلا (٤٧٢). وهذه المنطقة قاسية جدا وشديدة الجفاف وتشبه صحارى نوميديا ، وهي كذلك قليلة السكان جدا ، لا سيما منذ أن اجتاح الأسبان المدن الرئيسية ، كما سأذكره لكم.
__________________
(٤٦٧) ١٦ كم.
(٤٦٨) لم تعد صنهاجة بني وامود موجودة بهذا الاسم. وبما أن المؤلف يذكرهم في أعقاب بني مسغيلده ويذكر انهم يعملون الصابون مثلهم ، فيمكن الظن بأنهم كانوا موجودين بجوارهم على الضفة اليمنى لنهر الورغة حيث توجد قبيلة ستّا الحالية. ولكن النهر كان سيفصلهم هنا عن الهبط وليس عن إقليم فاس. ومن ناحية أخرى ، ربما كانوا أبعد من ذلك بكثير عن هذه المدينة ، أي فاس ويؤيد هذا الاحتمال ما ذكره من أنهم يذهبون إلى فاس كل خميس (كل سوق) بأعداد كبيرة. ويقول مارمول (الذي يبدوانه عرفهم لأنه يحدد عددهم إذ يقول أنهم يقدمون أربعة آلاف محارب) ان المسافة التي تفصل النهاية الغربية من جبلهم عن فاس لا تزيد عن ثلاثة مراحل اسبانية أي اقل من ١٧ كم. إذن هو يحدد مكانهم بشمال شرق فاس حيث لا تزال توجد بضع قبائل صنهاجية. وربما كان النهر المقصود هو نهر ايناون رغم ان المسافة المذكورة تبدو صغيرة جدا ويمكن الافتراض أن بني وامود قد اندثروا لتحل محلهم قبيلة الهياينة.
(٤٦٩) سبق قلم وصوابه نهر النكور.
(٤٧٠) مقرن نهر ملّولو مع نهر الملوية.
(٤٧١) جبال الحوز وهي الكتلة الجبلية الواقعة الى الشرق من تازة.
(٤٧٢) ٨٠ كم على ٤٦ كم.