للتوزيع ، فقد قسمت إلى سبع حصص منحت الى الفروع الأربعة من بني مرين وإلى عشيرتين من أقاربهم ومجاورين لهم. وقد نتج عن ذلك أن اعتبرت منطقة الحوز مكافئة للمناطق الثلاث ، لان المشتركين في هذا التوزيع كانوا عشرة والمناطق الخاضعة للتقسيم كانت سبعا. وكان الأمير عبد الحق أول من قام بتقسيم هذه المناطق إلى نفس العدد من الأجزاء (٥٠٢) وهو الذي اعتبر ان الحوز هو الجزء الرئيسي ، كما سنرى عند الوصف مدينة فمدينة ، وجبلا فجبلا ، وموقعا فموقعا.
تاوريريت
وهي مدينة قديمة بناها الأفارقة فوق نهر مرتفع على نهر زاع. وتوجد حولها أراض طيبة للزراعة ولكنها لا تمتد لبعيد ، لأنها تحاذي صحراء كالحة جافة. وتتاخم هذه الصحراء من الشمال صحراء غارت ومن الجنوب صحراء الضهره ، ومن الشرق صحراء أنجاد ، وحيث تبدأ مملكة تلمسان في الغرب ومملكة تفراطه التي تتاخم مدينة تازه. وقد كانت تاوريرت مدينة مطمئنة عديدة السكان تضم ثلاثة آلاف أسرة. وتحوي عدة قصور جميلة وجوامع مشيدة بالحجر الكلسي ، ولكن بعد ان احتل بنو مرين مملكة المغرب ، صارت هذه المدينة موضع نزاع وأصبحت هدفا لحروب عديدة.
وقد رغب الملوك المرينيون أن تكون تابعة لمملكة فاس بينما كان ملوك بني زيان (٥٠٣) ، ملوك تلمسان ، يودون ان تكون جزءا من دولتهم. ونتج عن ذلك أن خضعت تاوريرت للمرينيين الذين احتلوها وخرّبوا جزءا كبيرا منها ، وهو الذي كان يسكنه خصومهم. وبعد أن انهمك المرينيون في مشاكل الحرب ضد مراكش ، وهي مشاكل كانت تحتل الصدارة من حيث أهميتها ، لم يتمكنوا من الاهتمام بتاوريرت مما أغرى ملك تلمسان على العمل على استردادها ، وقد تمت له السيطرة فخربها ونهب الشطر الذي كان يشغله اعداؤه في المدينة. وما أن فرغ الملك المريني يعقوب من احتلال مراكش (٥٠٤) حتى عاد مسرعا واسترد هذه المدينة ثم استردها بعد ذلك ملك
__________________
(٥٠٢) ليس من المؤكد ان الأمير أبا محمد عبد الله محمد عبد الحق قد فكر ، منذ انطلاقه لفتح البلاد ، في مثل هذا التقسيم لأن لتقسيم الأراضي اهمية قصوى بالنسبة للقبائل البدوية.
(٥٠٣) أو الزيانيين او بني عبد الواد.
(٥٠٤) دخل ابو يوسف يعقوب بن عبد الحق مراكش بتاريخ ٩ ايلول (سبتمبر) ١٢٦٩ م.