خمسة أميال (٥٢٢) من تازه ، ويحتوي على أراض زراعية طيبة على سفوحه وقمته. وتنبت فيه كمية كبيرة من الشعير ومن الكتان. ويمتد من الشرق الى الغرب على مسافة ثمانية أميال تقريبا (٥٢٣) ، وعلى عرض مقداره خمسة أميال تقريبا. وتقع فيه عدة أودية بها غابات كثيرة تعيش فيها أعداد كبيرة من القردة والفهود. ويشتغل سكانه بحياكة الأقمشة. وهم رجال بواسل وكرماء. ولا يستطيعون مزاولة التجارة في السهل لأنهم لا يدينون بالطاعة لملك فاس ولا يدفعون له أية ضريبة ، وذلك لكبريائهم وترفعهم من جهة ، ولأن طبيعة جبلهم من جهة اخرى تجعلهم في وضع دفاعي قوي. فبفضل طبيعة جيلهم يستطيعون الصمود لحصار يستغرق عشر سنوات لأنهم يجدون محليا كل ما هو ضروري لهم ، فضلا عن ينبوعين ضخمين يتولد منهما نهران (٥٢٤).
جبل مغسّه
جبل مغسة عسير وموحش ، وهو مستور بغابات. ولا ينبت فيه سوى القليل من القمح ، ولكن يكثر فيه الزيت. ويحيك السكان الأقمشة الكتانية لأنهم يجنون كمية لا بأس بها من الكتان. ومشاتهم لا يقلون شجاعة عن فرسانهم. ولون بشرتهم شديد البياض لأن جبلهم عال وبارد. ولا يدفعون أية ضريبة ، ويستطيعون ايواء الناس المنفيين من فاس. ولديهم الكثير من مزارع الاشجار المثمرة والكروم ، ولكن ليس بينهم واحد يعاقر الخمر. ويقدم هذا الجبل حوالي ستة آلاف محارب لأنه يضم أربعين قرية كلها كبيرة ومزدهرة (٥٢٥).
جبل البرانس (٥٢٦)
يقع هذا الجبل على مسافة خمسة عشر ميلا (٥٢٧) شمالي تازه. وتسكنه قبيلة غنية
__________________
(٥٢٢) ٨ / كم.
(٥٢٣) ١٣ / كم.
(٥٢٤) من المعتقد ان المؤلف كتب في النص الأصلي غيّاتة ، ولم يحسن قراءته. وغيّاته هم دوما في مكانهم وربما دمجوا معهم قبيلة متغاره.
(٥٢٥) لا تشكل مغسة الحالية اكثر من قبيلة صغيرة على الضفة اليمنى لوادي يوهلّو الرافد الجنوبي لنهر إيناون.
(٥٢٦) لا يزال البرانس دوما في مكانهم.
(٥٢٧) ٢٣ كم.