يدفعها هؤلاء. وقد يصل مبلغ هذه الإتاوة الى ثمانية آلاف دينار تقريبا (٥٤٤).
أزغان (٥٤٥)
يتاخم هذا الجبل سليليو من الشرق ويتاخم من الغرب جبل صفرو. ويمتد من الجنوب حتى الجبال التي تحاذي نهر الملوية. وينتهي شمالا في سهول اقليم فاس. ويبلغ طوله حوالي أربعين ميلا في خمسة عشر ميلا (٥٤٦) عرضا. وهذا الجبل عال جدا وشديد البرودة حتى لا تمكن السكنى الا في المنحدر المطل على فاس. وهذا المنحدر مغطى بأشجار الزيتون وبالاشجار المثمرة الأخرى. وتنبع فيه عيون عديدة تجري في سهل به اراض صالحة لزراعة الشعير والكتان والقنب الذي ينمو بكمية كبيرة في هذه البقعة. وقد زرع ، في الأزمنة الاخيرة ، في هذا السهل الكثير منن أشجار التوت لتغذية ديدان القز. ويسكن الناس ، شتاء ، اكواخا في السهل وفي الصيف يكون الماء شديد البرودة حتى لا يتجرأ إنسان على أن يترك يده في الماء وقتا يكفي للعد من الواحد للعشرة (٥٤٧). وقد رأيت رجلا أقسم على أن يشرب طاسة من هذا الماء ، ولكنه ظل مريضا بالزحار ، بعد شربه ، مدة ثلاثة اشهر.
مدينة صفرو
صفرو مدينة صغيرة في سفح جبل الاطلس على مسافة خمسة عشر ميلا (٥٤٨) جنوبي فاس ، ويوجد بالقرب منها ممر يجتازه الناس للانتقال الى نوميديا. وقد بنيت هذه المدينة على أيدي الأفارقة بين نهرين يظهر حولهما الكثير من الأراضي المزورعة بالكروم وبالأشجار المثمرة الاخرى. وعلى مسافة خمسة أميال (٥٤٩) حول المدينة لا يرى سوى الزيتون لأن الأرض هزيلة في كل مكان. ولا تنجح هنا زراعة اي شيء فيما عدا
__________________
(٥٤٤) لا يزال بنويزغه في مكانهم على الضفة اليمنى لنهر السبو.
(٥٤٥) لم يعد هذا الاسم دارجا في الوقت الحاضر ولكن السكان المحليين يعرفونه ويطلقونه على القسم الشمالي من هذه الكتلة الجبلية.
(٥٤٦) ٦٤ كم من الشمال للجنوب. و ٢٣ كم من الشرق للغرب.
(٥٤٧) من نافلة القول الاشارة الى ان هذه مبالغة.
(٥٤٨) ٢٣ كم.
(٥٤٩) ٨ كم.