سهب المرجة (٥٥٥)
يبلغ عرض هذا السهل حوالي ثلاثين ميلا بطول يقارب أربعين ميلا (٥٥٦) بين جبال الأطلس. وهذه الجبال مغطاة بغابات من أشجار ضخمة (٥٥٧). ويسكن الفحامون هناك أكواخا متباعدة بعضها عن بعض ، ولديهم عدد من المشاحر (*) ينتجون منها مائة حمل من الفحم. ويقيم الكثير من الناس في هذه الغابات كي يشتروا منها الفحم ويبيعونه في فاس ، ويوجد هنا الكثير من الأسود. وليس من النادر ان تفترس بعض الفحامين. وتنقل من هذا الجبل الى فاس أعمدة جميلة جدا من الخشب والواح متنوعة. وهذا السهل عقيم لا ينبت شيئا ومستور بحجارة سوداء رقيقة تشبه حجر الاردواز (٥٥٨).
أزغار ايغمارن
وهو سهل آخر محاط بجبال ذات أحراش. ويشبه مرجا ينمو فيه العشب طيلة العام ، ولهذا يقصده الكثيرون من الرعاة صيفا مع أغنامهم. ويحيطون حظائر قطعانهم بسياجات عالية جدا من الأشواك ويقومون بالحراسة اليقظة طيلة الليل خشية الأسود (٥٥٩).
__________________
(٥٥٥) اسم يعني سهل المرج. و «سهب» كلمة عربية اصيلة تعني سهلا لا تجود فيه سوى النباتات النجيلية دون أشجار ، بخلاف كلمة سهل التي تدل على منبسط من الأرض قد تنبت فيه كل النباتات التي يساعد المناخ المحلي على ازدهارها. وهنا نود لفت انظار بعض الجغرافيين العرب الذين لا يزالون على اصرارهم في استعمال الكملة الأجنبية «استبس» دون ترجمة. (المترجم).
(٥٥٦) ٤٨ كم في ٦٤ كم.
(٥٥٧) اي أشجار الأرز.
(*) مفردها مشحرة وهي فرن يتحول فيه الحطب الى فحم
(٥٥٨) تبرهن الابعاد المذكورة وصحة هذا الوصف على ان المقصود هو الجزء الغربي من هضبة عالية تقع بين صفرو في الشمال ونهر جيجو او غيغو من الجنوب. ومعنى كلمة سهب بالضبط السهل الفسيح. غير ان هناك سهولا صغيرة في هذه الهضبة تحمل اسم سهب متبوعا بمضاف اليه. ولم يمكن التعرف على سهب المرجة. اما الحجارة السوداء فهي لابة بركانية.
(٥٥٩) هذا السهل في الحقيقة مروي بشكل جيد نسبيا ، ويقع جنوب شرق النواصر ، ولا زال يحمل اسم أزغار ومعناه «سهل» في اللغة البربرية ، ومعنى أزغان ايغمارن سهل الخيل التي تحمل الاثقال.