كيف كان كل الذين يمرون من هنا يمرون وهم يرقصون خشية الحمّى (٥٦٨).
جبل بني مراسن
هذا الجبل عال جدا ، شديد البرد ، ولكن يسكنه قوم لا يخشون القرّ ولدى هؤلاء السكان كمية كبيرة من الخيول والحمير يتوالد عنها الكثير من البغال. وتستخدم البغال هنا دون سروج ولا جلال كحيوانات الحمل. وتجهز فقط بنوع من برذعة خفيفة. وليس لسكان المنطقة بيوت ذات جدران ، بل يعيشون في خصاص من القصب ، لأنهم يهيمون باستمرار لرعى خيولهم وبغالهم. ولا يدفعون أيه ضريبة للملك لأن جبلهم منيع ولأنهم أغنياء جدا ، ويدافعون عن أنفسهم بصورة ناجعة (٥٦٩).
جبل مستاسة
يمتد هذا الجبل من الشرق للغرب على مسافة ثلاثين ميلا (٥٧٠) وعلى عرض يقارب عشرة أميال وهو يتاخم من الغرب سهل آدخسن ، الذي يتاخم نفسه إقليم تامسنه. وهو على مثل بزد الجبل السابق. وهو كذلك مأهول مثله. وسكانه أغنياء ووجهاء. ويملكون عددا كبيرا من الخيول والبغال. وينزع كثير من أدباء فاس إلى أصول من هذه المنطقة. وهناك عدد من رجال الجبل يكتبون بخط في غاية الاتقان. ولهذا ينسخون عددا كبيرا من الكتب ويبيعون مخطوطاتهم في فاس. ولا يدفعون شيئا للملك ضريبة
__________________
(٥٦٨) أم جنيبة ، أي سرطان الماء العذب ، لم تترك أي أثر ، ولكن ظل هذا الاسم يطلق على السهل الواقع حنوب سيفة والضلع الذي يجري بمحاذاته جدول لا يزال معروفا ولكن عادة التراقص التي يذكرها المؤلف أصبحت منسية. ومهما كانت هذه الظاهرة مستغربه فانه من الممكن تفسيرها. فالمنطقة هي بؤرة الحمّى الراجعة ، وهي نوع من الأمراض التي يخشاها أبناء المنطقة. فلربما لاحظوا انهم بمواكبة حوافي الجدول وهم يرقصون ، فان تعرضهم للعدوى سيكون أقل ممّا لو ساروا على مهل ، ولكنهم ما كانوا يعرفون السبب في ذلك ، وهو أن تراقصهم سيعرضهم بشكل أقل للسعات بعوض الأنوفيل التي تكثر بشدة في هذا الجدول.
(٥٦٩) لقد اختفى بنو مراسن من المنطقة ، ويسمح الترتيب الذي اتبعة المؤلف بان نفترض بأنها كانت غرب أم جنيبه في منطقة تمحديث.
(٥٧٠) ٤٨ كم في ١٦ كم.