ويدفع هذا المبلغ عن الرجل وعن راحلته ، لأن المتعارف عليه في افريقيا ان كل جندي هو فارس. والطلاب هم أفقر الناس لأنهم يعيشون في مدارسهم بصورة بائسة. ولكنهم بعد أن يحصل أحدهم على الشهادة النهائية ، يعينّ أستاذا أو كاتب عدل أو إماما. وتجار تلمسان وأهلها ذو وهندام جيد ، وأحيانا أفضل من أهل فاس ، لأنهم في الحقيقة أكثر ظرفا وأكثر كرما. ويلبس الصناع كذلك ثيابا لائقة ، ولكنهم يضعون ثوبا قصيرا ، وقليل منهم الذين يضعون عمامة على الرأس ، فيستخدمون قلنسوة دون ثنيات ، ويلبسون أحذية تصعد حتى أواسط سيقانهم. والجنود هم أردأ السكان لباسا. فهم يضعون على ظهورهم صدرية ذات أكمام عريضة ، وفي الشتاء يستبدلون بها كساء من جلد بدون فرو مصنوع على هيئتها ويضعون فوق الصدرية أو الكساء وشاحا كبيرا من قماش القطن يلفونه ويلتحفون به شتاء أو صيفا. أما العسكريون من ذوي الرتب العالية فيلبسون فوق الصدرية كساء آخر ، ويضعون فوق المعطف قبعة كتلك التي كانت متصلة بالمعاطف التي كان الناس يلبسونها سابقا في ايطاليا خلال اسفارهم ، وكانوا يسترون رؤوسهم بهذه القبعة في حالة تساقط المطر. ويكتسي الطلاب حسب حالتهم المادية. وفي الواقع يلبس ابن الجبل لباس امثاله من أهل الجبال ويلبس العربي لباسا عربيا. ولكن افضل الناس كساءهم الأساتذة والقضاة والأئمة والموظفون.
عادات ومصالح البلاط الملكي
يعيش ملك تلمسان ضمن مراسم دقيقة فهو لا يظهر إلا بالنسبة للكبار ولشخصيات بلاطه الرئيسية ، ولا يستقبل أحدا سواهم. وهم الذين يصرّفون الأمور حسب النظام السائد. وفي هذا البلاط مناصب ودوائر عديدة. والشخصية الأولى في البلاط هو القائد (٥٠) الذي يحدّد المعاشات حسب قدر كل واحد وكفاءته. وهو الذي يقود الجيوش ويكون أحيانا على رأسها ضد العدو مع نفس سلطة الملك.
والشخصية الثانية هو الكاتب الأول الذي يكتب ويجيب بإسم الملك.
والشخصية الثالثة هو الخازن الذي يستلم مال الملك ويحتفظ به وبالعائدات الملكية
__________________
(٥٠) المزوار.