وفيها أيضا مدرسة بديعة جدا وفندق لسكنى الأغراب ، وهما بنايتان شيّدهما بعض ملوك فاس من بني مرين ، كما يمكن قراءة ذلك فوق اللوحات الرخامية التي نقشت عليها أسماؤهم.
تفسرة
تفسرة (٦٣) بلدة صغيرة في سهل على مسافة سبعة عشر ميلا من تلمسان (٦٤). وتحوي العديد من الحدّادين ، نظرا لوجود بضعة مناجم للحديد قرب هذه المدينة. والأراضي المحيطة بها ممتازة لزراعة القمح. وليس لسكان تفسرة حظ كبير من الحضارة إذ ليس لهم من عمل سوى تصنيع الحديد ونقله إلى تلمسان.
تسّاله
كانت تسّالة مدينة قديمة جدا بناها الأفارقة في سهل فسيح يمتد على مسافة عشرين ميلا (٦٥). وينمو في هذا السهل قمح ممتاز ، في حجم حباته وفي لونه. ويستطيع هذا السهل وحده أن يموّن جميع أهل تلمسان تقريبا بالقمح. ويعيش الناس فيها تحت الخيام لأن المدينة تهدمت ، ولكن اسمها لا زال يطلق على السهل ، ويدفع هؤلاء أيضا للملك ضريبة ثقيلة.
ولاية بني راشد
تمتد هذه الولاية على طول يبلغ خمسين ميلا (٦٦) في عرض يبلغ حوالي خمسة وعشرين ميلا. ويقع قسم منها في السهل ، وهو الجنوبي ، أما الآخر ، أي الشمالي ، فيكاد يكون كله عبارة عن تلال. وفي كلا القسمين أراض زراعية طيبة. وينقسم
__________________
(٦٣) تفسره أو تفسّيرة وكانت تدعى في الماضي تفسرت مديونة.
(٦٤) أي ٢٧ كم إلى الجنوب منها.
(٦٥) ٣٢ كم ويقصد به سهل سيدي بلعباس. ولكن القرية المسماة تسّالة حاليا والتي تقع على مسافة ١٨ كم شمال شرق سيدي بلعباس ، عند اقدام جبل تسّالة ، لا يظهر عليها أنها فوق موقع المدينة القديمة. وتكثر الآثار الرومانية فعلا في هذه المنطقة.
(٦٦) ٨٠ كم على ٤٠ كم.