جبل أولاسّة (١٣٨)
يجاور هذا الجبل المرتفع مدينة حنين وتسكنه قبيلة شرسة ، ولكنها في فقر مدقع ، تقاتل سكان حنين في أكثر الأوقات ، وهم الذين نهبوا هذه المدينة. وينبت فيه قليل من الحنطة ، وكثير من الخروب (١٣٩).
جبل أغبال
تقطن هذا الجبل جماعة منحطة تخضع لحكومة مدينة وهران وكل سكانه فلاحون وحطابون. ويجلب هؤلاء الحطب إلى وهران. وفي العصر الذي كانت فيه وهران تابعة للمسلمين كان هؤلاء يعيشون بحالة طيبة من الرخاء ، ولكن بعد أن سقطت هذه المدينة في أيدي النصارى ، انحدروا إلى درك شديد من الفقر ، وينالهم دائما من هؤلاء النصارى أضرار أخرى (١٤٠).
بني أورنيد
يقع هذا الجبل على مسافة ثلاثة أميال من مدينة تلمسان ، وهو آهل كثيرا بالسكان ، وينتج الكثير من الثمار ، لا سيما التين والكرز ، وأهله فحامون وحطابون ويزاولون كذلك فلاحة الأرض حتى إن هذا الجبل يعطي أثني عشر ألف دينارا من العوائد في العام ، استنادا إلى ما قاله لي كاتب ملك تلمسان (١٤١).
__________________
(١٣٨) أو جبل ولهاسّه.
(١٣٩) لا تشغل قبيلة ولهاسة في أيامنا هذه سوى ضفاف نهر التافنة جنوب رشغون ، ولكن المحتمل أنهم شغلوا في الماضي كورة كبيرة تمتد من حنين غربا حتى رأس اولاسّه شرقا.
(١٤٠) تعني كلمة أغبال بالبربرية نبع. وقد أطلق اسم محرف ، هو إربال ، على محطة سكة حديد واقعة على مسافة ١٩ كم من وهران التي تخدم مزرعة تدعى آربال ، القريبة من أطلال رومانية تعتبر خرائب آدرجياس حسب مسالك انطونان. وقد وجد في اغبال ، فيما مضى ، بلدة مسورة يبدو أنها تخربت لأول مرة حوالي ١٣٣٥ م في أثناء حملة السلطان المريني أبو الكساس على ضد تلمسان. ولما احتل الأسبان المنطقة أقاموا فيها سورا من حجارة لسكنى حامية صغيرة أبيدت على أيدي العرب في آذار (مارس) ١٥٣١ م.
(١٤١) لا تزال زناتة بني أورنيد باقية جنوب تلمسان. ويبدو أن الشكل البربري القديم لهذا الاسم كان آيت وارينيد.