حتى اليوم بأسوارها القديمة البدائية.
وسكانها منظمون ويحرصون على أن تظل مدينتهم على حالة جيدة. وفيها جميع أنواع الحرف ولا سيما الحياكة. ويرى فيها عدد كبير من المزارعين لأن ريف باجه متسع جدا وغزير الإنتاج. ولكن عدد السكان لا يكفي لزراعة الحقول ، ولهذا فهم يقومون باستزراع قسم كبير منها بواسطة العرب ، ورغم هذا ، لا يزال الكثير من الأراضى بحالة بور. ومع ذلك يباع في كل عام مقدار عشرين ألف كيل من الحب (٦٨).
ولأهل مدينة تونس عادة القول أنه لو كان هناك اثنتان مثل باجه لتجاوز عدد حبات القمح حبات الرمل. ويثقل ملك تونس كاهل سكان هذه المدينة بالضرائب حتى إنهم راحوا ينحطون شيئا فشيئا وفقد هؤلاء المعدمون الكثير من أخلاقهم الحميدة (٦٩).
عين زمّيت
أنشئت هذه المدينة في أيامنا على أيدي ملوك تونس ، على مسافة ثلاثين ميلا من مدينة باجة (٧٠). وقد أسسوها كيلا يخسروا ذلك القسم من الأرض الخصيبة التي لم تكن مزروعة. ولكنها تخربت على أيدي العرب في بضعة أيام مع موافقة ملك تونس. ومع ذلك لا تزال مآذنها قائمة في الساحة الحالية ، وكذلك لا ينقص بيوتها سوى السقوف ، كما رأيت ذلك بنفسي.
القصبات
هي مدينة قديمة بناها الرومان وسط سهل كبير جدا ربما كان يمتد على مسافة اثني عشر ميلا (٧١) حول المدينة.
__________________
(٦٨) ويعادل هذا كما يبدو ١٥٠٠ طن.
(٦٩) ملاحظة طيبة من المؤلف إذ يربط بين تدهور الاقتصاد وتدهور القيم الخلقية. وهناك قول مأثور : «ما ضرب الله عباده بسوط أوجع من الفقر» (المترجم).
(٧٠) بني السلطان أبو عمرو عثمان (حكم بين ١٤٣٥ ـ ١٤٨٨ م) زاوية عين الزمّيت. ولا يزال الموقع الذي يعطيه المؤلف على مسافة ٤٨ كم تقريبا من باجه ، وربما إلى الشرق منها ، ويعتقد أنها في حوض وادي الطين ، أقول لا يزال هذا الموقع غير معروف.
(٧١) ١٩ كم.