وادان
وادان (٤) قرية واقعة في صحراء نوميديا التي تتاخم ليبيا. ويقطنها سكان حفاة وفقراء. ولا ينبت فيها شيء آخر سوى كمية ضئيلة من النخيل. وليس لدى السكان موارد ، ويعيشون شبه عراة. ولا يجرؤون على الخروج من قريتهم بسبب عداء جيرانهم. ويزاولون الصيد بواسطة الأشراك (٥) فيلقون القبض على بعض الحيوانات الوحشية في هذه المناطق ، مثل اللمت (٦) وطيور النعام. وليس عندهم من لحم غير لحم هذه الحيوانات. وهم يملكون بعض الماعز ، ولكنهم يوبونها لحليبها ، وهم يميلون للسواد اكثر من البياض (٧).
أفران
تتألف أفران (٨) من أربعة قصور بناها النوميديون ، يبعد الواحد عن الآخر مسافة ثلاثة أميال ، مع جدول يجري خلال الشتاء ويجف صيفا. وفي هذه القصور عدة حدائق نخيل. والسكان أغنياء نسبيا لأنهم يتاجرون بسلعهم مع البرتغاليين في ميناء غار تغسّم (٩) حيث يأخذون منهم الأقمشة الخشنة والأقمشة الكتانية ... الخ التي يحملونها إلى بلاد السودان بين ولّاته وتومبوكتو. ويقيم في هذه القصور الكثير من الصناع ، ولا سيما صانعو آنية النحاس ، وهي أدوات رائجة في بلاد السودان. ويعود هذا إلى أن بضعة مناجم للنحاس توجد في ضواحي أفران عند حضيض جبال الأطلس (١٠).
__________________
(٤) هي بلا ريب وادان الحالية على الخرائط ، قصر في ادرار في جمهورية موريتانيا الاسلامية الحالية. إقرأ عنها كتاب ت مونو «وصف ساحل افريقيا من سبته حتى السنغال» تأليف فرناندز (١٥٠٦ ـ ١٥٠٧ م) باريس. دار لاروز ١٩٣٨ م ص ١٥٥ ، هامش ١٥٤.
(٥) المقصود بها فخ ذو أسنان شعاعية ، سيشير إليه الحسن الوزان فيما بعد في معرض كلامه عن الخمر الوحشية ـ ه. ل.H.Lhote
(٦) الوعل addax أوoryx «وتعني كلمة ودّان في ليبيا نوعا من المها البري بحجم العجل» (المترجم).
(٧) لقد كانت وادان في ذلك العصر مخزن الملح المستخرج من ايجل ، ومرحلة هامة بين السودان والجنوب المراكشي.
(٨) أفران ، في واد نون الأعلى.
(٩) وهو ميناء أغادير على المحيط الاطلنطي والذي كان بيد البرتغاليين بين ١٥٠٥ م إلى ١٥٤١ م.
(١٠) كان النحاس معروفا حينذاك بإسم صيني.