يستطيع أحد أن يمردون أن يدفع ربع دينار عن كل جمل. ويجبي نفس المبلغ عن كل يهودي. وقد حدث أن مررت من هنا مرة بصحبة أربعة عشر يهوديا. وسألنا الحرس عن عددنا فصرحنا بعدد يقل باثنين عن الحقيقي. وعدّنا الحرس وأراد الإمساك باثنين منا. فأكدنا بأن اثنين منا مسلمون والباقي يهود. ولكي يتأكد من ذلك طلب منا نحن الاثنين أن نتلو الصلاة الإسلامية (يقصد الفاتحة) وبعد أن تلوناها اعتذر وسمح لنا بالذهاب (٥٧).
تابلبالة
وهي مكان مسكون في وسط صحراء نوميديا ، على مسافة مائتي ميل من جبل الأطلس ، ومائة ميل جنوب سجلماسة. وهنا تقوم ثلاثة قصور كثيرة السكان. وأراضيها الصالحة للزراعة مغروسة بالنخيل (٥٨).
والماء فيها نادر جدا ، وكذلك اللحم : وتؤكل فيها طيور النعام والوعول التي تصاد. والسكان فقراء مع أنهم يزاولون التجارة مع أرض السودان لأنهم أتباع للعرب (٥٩).
تودغة
التودغة هي إقليم صغير على مجرى ماء صغير له نفس الاسم. وتكثر التمور في هذا الإقليم ، وكذلك الدراق والأعناب والتين. وتقوم هنا أربعة قصور وعشر قرى يسكنها فقراء الناس. ويعمل معظمهم في الفلاحة والدباغة. ويقع هذا الإقليم على مسافة أربعين ميلا من سجلماسة (٦٠).
__________________
(٥٧) لا تعرف أطلال أم العفن إلا باسم إيغرم ، ومعناه باللغة البربرية المحلية قصر. ولكن لا تزال بركة تقع على مسافة بضع مئات الأمتار الى الشمال من هذه الخرائب تحمل اسم أم العفن ، لأن البدو كانوا يأتون بأعداد كبيرة ليستحموا فيها. وتقع هذه الآثار على مسافة ستين كيلومترا جنوب سجلماسة ، على ضفة وادي غريس اليسرى.
(٥٨) هذه القصور الثلاثة هي حاليا : الشرائية ، زكري ومخلوف.
(٥٩) أي عرب العمارنة. والحقيقة تقع تابلبالة على مسافة ٥٠٠ كم من الأطلس و ٣٥٠ كم جنوب سجلماسة.
(٦٠) لقد ولع المؤلف هنا في الالتباس ، ذلك أن فيركله هي التي تقع على مسافة ٩٠ كم غربي سجلماسة ، أما تودغة فهي أكثر بعدا نحو الغرب ، وليس من الممكن تحديد أي من الواحتين كان ينطبق عليهما هذا الوصف.